الوجه الثاني: وهذا يقوله خلق كثير من أن لوازم نفاة الجسم أعظم من لوازم مثبتته؛ فإن من نفاه يقال عنه إنه يلزمه أن الله لا يرى، وأن الله لا يتكلم، وأن القرآن مخلوق، وأن الله ليس على العرش، وأنه لا يقوم به صفة، وأن إقراره بالكروية، وبأن كلام الله غير مخلوق، وأن الله تعالى على العرش، وغير ذلك، إنما هو لمحض التقية والمصانعة لأهل السنة والحديث، الأشعرية وغيرهم، حتى قالوا إن إنما [ ص: 363 ] صنف كتاب الإبانة تقية، وإلا فالرجل باطنه يشبه بواطن شيوخه الأشعري المعتزلة، وأنهم بمنزلة المنافقين الذين يوافقون أهل السنة والحديث في الظاهر ويخالفونهم في الباطن.
وأيضا فمن تأمل كلام الرازي وجده في كثير من مسائله لا ينصر القول الذي ينصره إلا للتقية دون الاعتقاد، كما فعله في مسألة الرؤية والقرآن ونحوهما فإن كلامه يقتضي أن الرجل منافق لأصحابه الذين هم متأخرو الأشعرية فضلا عن قدمائهم.