ثم أورد على هذه الطريقة أسولة وذكر جوابها وتقريرها يمكن أجود ما قرره، وكذلك يمكن تقرير الطريقة المشهورة أنه [ ص: 432 ] حي، والحي إما أن يكون سميعا بصيرا أو أبكم وأصم، وذكر غيرها، وكان يمكن تقرير تلك الطرق العقلية على هذه الطريقة الأولية أيضا / لكن ليس هذا موضع شرح ذلك وإنما الغرض التنبيه على أن هذه القاعدة قاعدة شريفة عامة النفع وهي التي جاء بها الكتاب والسنة وهي مبرهنة معقولة في نفسها، وقوله في القرآن: ولله المثل الأعلى في موضعين من كتابه بيان لها.
ومعلوم أن غيره إن كان له وصف من الاجتماع الذي فيه نوع تصمد فليس قيامه بنفسه كقيام الحق، ولا تصمده كتصمد الحق سبحانه وتعالى، بل هو القائم بنفسه الذي يجب له هذا القيام بنفسه ويمتنع عدمه، وهو [ ص: 433 ] القيم لكل ما سواه، وهو الصمد السيد الذي لا جوف له، ولا يتفرق ويتبعض ويتمزق، وهو الذي يصمد له كل حي ما سواه، فهو الصمد في نفسه الذي يصمد له كل شيء، وهو القائم بنفسه المقيم لكل شيء، وإذا كان كذلك لم يجز أن يمثل بشيء من الأجسام بوجه من الوجوه، بل للمنازع أن يقول ما يذكره وهو: والمقصود هنا أنه سبحانه أنه كان له المثل الأعلى الذي فيه قياس الأولى، فكونه تعالى لا يتفرق ولا ينحل ولا يتمزق هو من معنى صمديته وقيوميته كما تقدم ذلك،