وقال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة مثل نوره كمشكاة فيها مصباح وقال: لما بين ما سمى الله بعض خلقه من أسمائه مع انتفاء التمثيل، قال: "وربنا جل وعلا النور، وقد سمى الله تعالى بعض خلقه نورا [ ص: 515 ] فقال: نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء [النور: 35] وقال: نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير [التحريم: 8] وقال تعالى: يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم [الحديد: 12]".
/ قال أبو بكر: "وقد كنت أخبرت منذ دهر طويل أن بعض من كان يدعي العلم ممن كان لا يفهم هذا الباب يزعم أنه غير جائز أن يقرأ الله نور السماوات والأرض وكان يقرأ "الله نور السموات والأرض". فبعثت إليه بعض أصحابي، وقلت له: قل له: ما الذي تنكر أن يكون لله عز وجل اسم يسمي الله بذلك الاسم بعض خلقه، فقد وجدنا الله تعالى قد سمى بعض خلقه بأسام هي له أسامي؟ وبينت له بعض ما أمليته في هذا الفصل، وقلت للرسول: قل له: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإسناد الذي لا يدفعه عالم بالأخبار ما يثبت أن الله نور السموات والأرض".
قلت: في خبر طاوس عن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان [ ص: 516 ] يدعو: ابن عباس فرجع الرسول وقال: لست أنكر أن يكون الله نورا. كما قد بلغني بعد أنه رجع". "اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن"