قلت: رحمه الله صريح في أن كونه نورا يوجب أن تضيء به الأمكنة التي لا حجاب بينه وبينها كما دل على ذلك الكتاب والسنة في قوله: أحمد وأشرقت الأرض بنور ربها [ ص: 520 ] وهؤلاء المفسرون للقرآن والأسماء الحسنى قدوتهم في تفسيره أنه (هادي) هو ما نقلوه عن كلام وهذا إنما هو مأخوذ من تفسير ابن عباس، الوالبي علي بن أبي طلحة الذي رواه عبد الله ابن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن قوله: ابن عباس، الله نور السماوات والأرض يقول: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض، مثل هداه في قلب المؤمن كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار، فإذا مسته النار ازداد ضوءا على ضوئه، وكذلك يكون قلب المؤمن يعمل الهدى قبل أن يأتيه العلم فإذا أتاه العلم ازداد هدى على هدى، ونورا على نور" فكلهم على هذه الرواية يعتمد.
فإن هذا تفسير رواه الناس عن عبد الله بن صالح. وأبو بكر [ ص: 521 ] عبد العزيز نقل ذلك من تفسير إذ كان يعتمد عليه، محمد بن جرير يروي من هذا التفسير بالإسناد وكذلك وابن جرير في تفسير الأسماء الحسنى إنما رواه من هذا الطريق وهذا التفسير هو تفسير البيهقي الوالبي.
وأما ثبوت ألفاظه عن ففيها نظر، لأن ابن عباس الوالبي لم يسمعه من ولم يدركه، بل هو منقطع، وإنما أخذ عن أصحابه، كما أن ابن عباس أيضا يذكر تفسيره عن السدي [ ص: 522 ] عن ابن مسعود وغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وليست تلك ألفاظهم بعينها، بل نقل هؤلاء شبيه بنقل أهل المغازي والسير، وهو مما يستشهد به، ويعتبر به، ويضم بعضه إلى بعض، فيصير حجة. ابن عباس