الوجه السادس: أنه لو فرض أن ظاهر هذه الآية أنه نور النيرين ونور النار المشهودة، فهو سبحانه وتعالى قد بين في غير موضع أنه خالق ذلك، قال تعالى: ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون [فصلت: 37] وقال: هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل [يونس: 5] وقال/: وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار [إبراهيم: 33] وقال: يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره [الأعراف: 54] وإذا كان في القرآن آية يفسر معناها آية أخرى لم يكن هذا مخلا بكونه هدى وبيانا وبلاغا للناس بخلاف ما إذا كان ظاهره ضلالا ولم يبين ذلك.


