الوجه السابع: أن يقال: هذا الموضع من أصعب المواضع على الجهمية؛ فإنهم لما نفوا مباينته للعالم بالجهة ذهب بعضهم إلى عدم محايثته أيضا كما ذكره هذا وهو المشهور من قول [ ص: 24 ] متكلميهم. وذهب بعضهم إلى محايثته للعالم، وأنه بكل مكان، وهو قول كثير من عبادهم وبعض متكلميهم، فتعارض كل طائفة بقول الأخرى؛ فإن قال مثبتو المحايثة للعالم: لا أعقل موجودا لا داخل العالم أو خارجه، وليس بخارجه فيكون داخله، وهذا معنى حجة طائفة من الجهمية الاتحادية ونحوهم. ولم يكن لك بعد هذا أن تنفي كونه خارج العالم. يقال له: إذا لم تعقل موجودا إلا كذلك دل على أنه إما خارج العالم وإما داخله، لا يتعين أن يكون داخله، وكونه ليس بخارج العالم إنما ثبت بهذه الحجة ونحوها، فإذا كنت طاعنا فيها كطعن أهل الإثبات بطل أصل قولك،