كما يوجد مثل ذلك في كلام صاحب رسائل إخوان الصفا وصاحب جواهر القرآن ومشكاة الأنوار ومن سلك [ ص: 269 ] هذا السبيل من فيلسوف قرمطي ومشارك له في بعض ذلك، وإن كان فيه من التصوف الإسلامي ما يباين به القرمطي؛ لكن يشاركه من وجه ويفارقه من وجه، وما أحسن ما قال شيخ الإسلام وما يقوله هؤلاء إنما يلبسون على الناس بعباراتهم الغريبة وبمن أضلوه من متكلم متصوف حتى أخذ عبارات المسلمين مما جاء بها الكتاب والسنة فنزلها على معاني هؤلاء الكفرة الملحدين، أبو إسماعيل الأنصاري فيمن هو خير من هؤلاء: "أخذوا أصح الفلسفة فلبسوه لحاء الإسلام" وهو كما قال: الحلية حلية مسلم، والعبارة عبارة مسلم، والمعرفة والقصد ليست معرفة المسلمين ولا قصد المسلمين؛ بل ذلك سبيل الزنادقة المنافقين أعداء الرسل وسوس الملل.