الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه الخامس: أنه ليس إنكار العقل لوجود موجود فوق العالم لا يوصف بكونه أكبر منه أو أصغر، مثل إنكاره لوجود موجود لا يكون داخل العالم ولا خارجه، فإن هذا الثاني مثل إنكار لوجود موجود لا قائم بنفسه ولا بغيره ولا مباين لغيره ولا محايث له، وذلك إنكار للمساواة وعدمها، والمساواة وعدمها من عوارض المقدار، والمباينة وعدمها من عوارض نفس الحقيقة، ومعرفة الفطرة بنفس الموجودات قبل معرفتها بأقدارها، وأيضا فإنهم مفطورون على الإقرار بأن ربهم فوق السموات، وإنكار هذا إنكار للعلم الضروري الفطري الذي فطر عليه بنو آدم، وأما كونه مساويا أو غير مساو فليس هو في فطرتهم مثل ذلك، وإذا لم يكن إنكار العقل [لهذا] كإنكار العقل لهذا لم يكن المنازع في الأدنى كالمنازع في الأعلى، ولم يجز إلزام المقر بالأعلى أن يقر بالأدنى؛ لكونه مثله.

التالي السابق


الخدمات العلمية