الوجه الخامس: أنه والمساواة وعدمها من عوارض المقدار، والمباينة وعدمها من عوارض نفس الحقيقة، ومعرفة الفطرة بنفس الموجودات قبل معرفتها بأقدارها، وأيضا ليس إنكار العقل لوجود موجود فوق العالم لا يوصف بكونه أكبر منه أو أصغر، مثل إنكاره لوجود موجود لا يكون داخل العالم ولا خارجه، فإن هذا الثاني مثل إنكار لوجود موجود لا قائم بنفسه ولا بغيره ولا مباين لغيره ولا محايث له، وذلك إنكار للمساواة وعدمها، آدم، وأما كونه مساويا أو غير مساو فليس هو في فطرتهم مثل ذلك، وإذا لم يكن إنكار العقل [لهذا] كإنكار العقل لهذا لم يكن المنازع في الأدنى كالمنازع في الأعلى، ولم يجز إلزام المقر بالأعلى أن يقر بالأدنى؛ لكونه مثله. فإنهم مفطورون على الإقرار بأن ربهم فوق السموات، وإنكار هذا إنكار للعلم الضروري الفطري الذي فطر عليه بنو