[ ص: 162 ] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا [إله إلا الله وحده لا شريك] له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله [عليه وعلى آله وسلم] .
أصل كلي جامع أول آخر ، قال الله تعالى لرسوله : قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون [الأعراف :158] . أمره أن يخبر في هذه الآية أنه رسول الله ملك العالمين إلى الناس جميعا ، الذي لا إله إلا هو ، وأمر بالإيمان به وبرسوله الذي يؤمن بالله وبكلماته ، وذلك يعم الكلمات الكونية والشرعية .
وقد تضمنت هذه الآية أصلي الإسلام ، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله ، وقد قال تعالى : آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه [الحديد :7] ، وقال : إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله ، ثم قال : وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا [الفتح :8 - 9] . وقال تعالى : يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم [البقرة : [ ص: 163 ]
21] ، فأمر بعبادة الله تعالى ، ثم قال : وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا [البقرة :23] ، فأمر بالإيمان بالرسول ، وقال تعالى : فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو [هود :14] ، فبين أن عجزهم عن معارضة القرآن يقرر العلم بالرسالة وبالوحدانية .
. ثم قال : وهذان العلمان هما أصل الدين : العلم بأن ما أنزل بعلم الله ، والعلم بأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون إذ الإسلام نتيجة ذلك ، وهو الشهادة بأن لا إله إلا الله ، وأن الذي جاء به محمد هو منزل بعلم الله ، وهذا استفهام إنكار يقال لما . . . . . . حجته من طلب وخبر .