78 - هل
للاستفهام قيل : ولا يكون المستفهم معها إلا فيما لا ظن له فيه ألبتة ، بخلاف الهمزة ، فإنه لا بد أن يكون معه إثبات . فإذا قلت : أعندك زيد ؟ فقد هجس في نفسك أنه عنده فأردت أن تستثبته ، بخلاف " هل " . حكاه . ابن الدهان
وقد سبق فروق في الكلام على معنى الاستفهام .
وقد تأتي بمعنى " قد " ، كقوله تعالى : وهل أتاك حديث موسى ( طه : 9 ) ، [ ص: 371 ] هل أتاك حديث الغاشية ( الغاشية : 1 ) هل أتى على الإنسان ( الإنسان : 1 ) .
وإنما حملوها على الحرف ; لأنه ورد من عالم بما يدخل عليه ، فأخرجوها عن معنى الاستفهام إلى معنى الإخبار ، حملوها على الحرف الموجب ، وهو " قد " وكان أولى من غيره ؛ لأنه لا يختص بصيغة اختصاص السين وسوف ، وهذا إنما يصح إذا ورد بعدها فعل ، فإن كان اسما فعلى معنى " قد " ، إلا أن يراد أن معناها الإيجاب لما بعدها كما يدعي الفراء باللام في الإيجاب في قولك : إن زيدا لقائم ، إنما هو بمعنى " قد " ، وإن " قد " لا تدخل على الاسم ، وإنما يريد أن الكلام إيجاب ، ومنع قوم من كون " هل " بمعنى " قد " ولم يخرجوها من بابها ، وتأولوا " هل " في الآية إلى شيء يرجع إلى المخلوق في السؤال .
وذكر بعضهم أن " هل " تأتي للتقرير والإثبات ، كقوله تعالى : هل في ذلك قسم لذي حجر ( الفجر : 5 ) أي في ذلك قسم . وكذا قوله : هل أتى على الإنسان ( الإنسان : 1 ) على القول بأن المراد آدم فإنه توبيخ لمن ادعى ذلك .
وتأتي بمعنى " ما " كقوله : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ( البقرة : 210 ) . وبمعنى " ألا " كقوله : هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ( الكهف : 103 ) . وبمعنى الأمر ، نحو : فهل أنتم منتهون ( المائدة : 91 ) . وبمعنى السؤال : هل من مزيد ( ق : 30 ) . وبمعنى التمني هل في ذلك قسم لذي حجر ( الفجر : 5 ) . وبمعنى أدعوك ، نحو : هل لك إلى أن تزكى ( النازعات : 18 ) فالجار والمجرور متعلق به .