الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 310 ] 59 - لا جرم

جاءت في القرآن في خمسة مواضع متلوة بأن واسمها ، ولم يجئ بعدها فعل
.

الأول في هود ، وثلاثة في النحل ، والخامس في غافر ، وفيه فسرها الزمخشري . وذكر اللغويون والمفسرون في معناها أقوالا :

أحدها : أن " لا " نافية ردا للكلام المتقدم ، وجرم فعل معناه حق ، و " أن " مع ما في حيزها فاعل ، أي حق ، ووجب بطلان دعوته ، وهذا مذهب الخليل وسيبويه والأخفش ، فقوله تعالى : لا جرم معناه أنه رد على الكفار وتحقيق لخسرانهم .

الثاني : أن ( لا ) زائدة و " جرم " معناه كسب ، أي كسب لهم عملهم الندامة ، وما في خبرها على هذا القول في موضع نصب ، وعلى الأول في موضع رفع .

الثالث : ( لا جرم ) كلمتان ركبتا وصار معناهما حقا ، وأكثر المفسرين يقتصر على ذلك .

والرابع : أن معناها لا بد و " أن " الواقعة بعدها في موضع نصب ، بإسقاط الخافض .

التالي السابق


الخدمات العلمية