[ ص: 372 ] 80 -
nindex.php?page=treesubj&link=28910_28908حرف الواو .
حرف يكون عاملا وغير عامل .
nindex.php?page=treesubj&link=28910_28908فالعامل قسمان : جار وناصب .
فالجار واو القسم ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23والله ربنا ما كنا مشركين ( الأنعام : 23 ) .
وواو " رب " على قول كوفي ، والصحيح أن الجر بـ " رب " المحذوفة لا بالواو .
والناصب ثنتان : واو " مع " فتنصب المفعول معه عند قوم ، والصحيح أنه منصوب بما قبل الواو من فعل أو شبهه بواسطة الواو .
والواو التي ينتصب المضارع بعدها في موضعين : في الأجوبة الثمانية ، وأن يعطف بها الفعل على المصدر ، على قول كوفي . والصحيح أن الواو فيه عاطفة ، والفعل منصوب بأن مضمرة .
ولها قسم آخر عند الكوفيين ، تسمى واو الصرف ، ومعناها أن الفعل كان يقتضي إعرابا فصرفته الواو عنه إلى النصب ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ( البقرة : 30 ) على قراءة النصب .
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=28910_28908غير العاملة فلها معان :
الأول : وهو أصلها - العاطفة تشرك في الإعراب والحكم . وهي لمطلق الجمع على الصحيح ، ولا تدل على أن الثاني بعد الأول ، بل قد يكون كذلك ، وقد يكون قبله وقد يكون معه ، فمن الأول :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها ( الزلزلة : 1 - 2 ) فإن الإخراج متأخر عن الزلزال ، وذلك معلوم من قضية الوجود لا من الواو .
ومن الثاني :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=43واسجدي واركعي مع الراكعين ( آل عمران : 43 ) ، والركوع قبل السجود ، ولم ينقل أن شرعهم كان مخالفا لشرعنا في ذلك .
[ ص: 373 ] وقوله تعالى مخبرا عن منكري البعث :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ( الجاثية : 24 ) . أي نحيا ونموت . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام ( الحاقة : 7 ) ، والأيام هنا قبل الليالي ، إذ لو كانت الليالي قبل الأيام كانت الأيام مساوية لليالي وأقل .
قال
الصفار : ولو كان على ظاهره لقال : " سبع ليال وستة أيام " أو " سبعة أيام " وأما ثمانية فلا يصح على جعل الواو للترتيب .
( فائدة ) : وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذرني ومن خلقت وحيدا ( المدثر : 11 )
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11وذرني والمكذبين ( المزمل : 11 ) أجاز
أبو البقاء كون الواو عاطفة ، وهو فاسد لأنه يلزم فيه أن يكون الله تعالى أمر نبيه عليه السلام أن يتركه ، وكأنه قال : اتركني واترك من خلقت وحيدا ، وكذلك اتركني واترك المكذبين ، فتعين أن يكون المراد خل بيني وبينهم ، وهو واو " مع " كقولك : لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها .
ومن الثالث قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=9وجمع الشمس والقمر ( القيامة : 9 ) فلا يتصور أن يتقدم أحدهما الآخر .
والثاني واو الاستئناف ، وتسمى واو القطع والابتداء ، وهي التي يكون بعدها جملة غير متعلقة بما قبلها في المعنى ، ولا مشاركة في الإعراب ، ويكون بعدها الجملتان . فالاسمية كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=2ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ( الأنعام : 2 ) .
والفعلية كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لنبين لكم ونقر في الأرحام ( الحج : 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=65هل تعلم له سميا ويقول الإنسان ( مريم : 65 - 66 ) والظاهر أنها الواو العاطفة ، لكنها تعطف الجمل التي لا محل لها من الإعراب لمجرد الربط ، وإنما سميت واو الاستئناف لئلا يتوهم أن ما بعدها من المفردات معطوف على ما قبلها .
[ ص: 374 ] الثالث : واو الحال الداخلة على الجملة الاسمية وهي عندهم مغنية عن ضمير صاحبها ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم ( آل عمران : 154 ) . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=14لئن أكله الذئب ونحن عصبة ( يوسف : 14 ) . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=5كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون ( الأنفال : 5 ) .
وقد يجتمعان ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ( البقرة : 22 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=44وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب ( البقرة : 44 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ( البقرة : 187 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=243ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ( البقرة : 243 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون ( آل عمران : 98 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=102ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ( آل عمران : 102 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه ( البقرة : 267 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ( الأنعام : 93 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=20أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ( مريم : 20 ) .
الرابع : للإباحة نحو جالس
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ، لأنك أمرت بمجالستهما معا . وتقول أيضا : هذا وائت زيدا ، فهما جميعا أهل المجالسة ، وإن أردت . . . . لم يكن ماضيا .
قال : وعلى هذا أخذ
مالك رحمه الله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إنما الصدقات للفقراء والمساكين ( التوبة : 60 ) الآية . وعلى المعنى الأول أخذ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وهو أظهر ، وقول
مالك يمكن أن عضد بدليل خارج .
[ ص: 275 ] الخامس : واو الثمانية ، والعرب تدخل الواو بعد السبعة إيذانا بتمام العدد ، فإن السبعة عندهم هي العقد التام كالعشرة عندنا فيأتون بحرف العطف الدال على المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه ، فتقول : خمسة ، ستة ، سبعة ، وثمانية ، فيزيدون الواو إذا بلغوا الثمانية . حكاه
البغوي عن
عبد الله بن جابر ، عن
أبي بكر بن عبدوس ، ويدل عليه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سبع ليال وثمانية أيام ( الحاقة : 7 ) .
ونقل عن
ابن خالويه وغيره ، ومثلوه بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وثامنهم كلبهم ( الكهف : 22 ) بعدما ذكر العدد مرتين بغير واو . وقوله تعالى في صفة الجنة :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وفتحت أبوابها ( الزمر : 73 ) بالواو لأنها ثمانية ، وقال تعالى في صفة النار :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71فتحت أبوابها ( الزمر : 71 ) بغير الواو لأنها سبعة ، وفعل ذلك فرقا بينهما . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112والناهون عن المنكر ( التوبة : 112 ) بعد ما ذكر قبلها من الصفات بغير واو .
وقيل : دخلت فيه إعلاما بأن الآمر بالمعروف ناه عن المنكر في حال أمره بالمعروف ، فهما حقيقتان متلازمتان .
وليس قوله : ثيبات وأبكارا ( التحريم : 5 ) من هذا القبيل ، خلافا لبعضهم ; لأن الواو لو أسقطت منه لاستحال المعنى لتناقض الصفتين .
ولم يثبت المحققون واو الثمانية ، وأولوا ما سبق على العطف أو واو الحال ، وإن دخلت في آية الجنة ، لبيان أنها كانت مفتحة قبل مجيئهم ، وحذفت في الأول لأنها كانت مغلقة قبل مجيئهم .
وقيل : زيدت في صفة الجنة علامة لزيادة رحمة الله على غضبه وعقوبته ، وفيها زيادة كلام سبق في مباحث الحذف .
وزعم بعضهم أنها لا تأتي في الصفات إلا إذا تكررت النعوت ، وليس كذلك ، بل
[ ص: 376 ] يجوز دخولها من غير تكرار ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ( الكهف : 22 ) وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين ( الأنبياء : 48 ) . وتقول : جاءني زيد والعالم .
السادس : الزائدة للتأكيد كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=4إلا ولها كتاب معلوم ( الحجر : 4 ) بدليل الآية الأخرى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : دخلت الواو لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف الدالة على أن اتصافه بها أمر ثابت مستقر .
وضابطه أن تدخل على جملة صفة للنكرة ، نحو : جاءني رجل ومعه ثوب آخر ، وكذا وثامنهم كلبهم ( الكهف : 22 ) .
وقال الشيخ
جمال الدين بن مالك في باب الاستثناء من شرح التسهيل ، وتابعه الشيخ
أثير الدين : إن
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري تفرد بهذا القول ، وليس كذلك فقد ذكر
الأزهري في الأزهرية ، فقال : وتأتي الواو للتأكيد نحو : ما رأيت رجلا إلا وعليه ثوب حسن . وفي القرآن منه :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=4وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ( الحجر : 4 ) وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=208وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ( الشعراء : 208 ) . انتهى .
[ ص: 377 ] وأجازه
أبو البقاء أيضا في الآية ، وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=216وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ( البقرة : 216 ) فقال : يجوز أن تكون الجملة في موضع نصب صفة لشيء ، وساغ دخول الواو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا كانت حالا . وأجاز أيضا في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=259على قرية وهي خاوية ( البقرة : 259 ) فقال : الجملة في موضع جر صفة لقرية .
وأما قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=44فاضرب به ولا تحنث ( ص : 44 ) فقيل : الواو زائدة ، ويحتمل أن يكون مجزوما جواب الأمر ، بتقدير : اضرب به ولا تحنث . ويتحمل أن يكون نهيا . قال
ابن فارس : والأول أجود . وكذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه ( يوسف : 21 ) قيل : الواو زائدة . وقيل : ولنعلمه فعلنا ذلك . كذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=7وحفظا من كل شيطان ( الصافات : 7 ) أي وحفظا فعلنا ذلك .
وقيل في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وفتحت أبوابها ( الزمر : 73 ) : إنها زائدة للتأكيد ، والصحيح أنها عاطفة ، وجواب إذا محذوف ، أي سعدوا وأدخلوا .
وقيل : وليعلم فعلنا ذلك ، وكذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=7وحفظا من كل شيطان ( الصافات : 7 ) أي وحفظا فعلنا ذلك .
وقيل في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن ياإبراهيم ( الصافات : 103 - 104 ) أي ناديناه . والصحيح أنها عاطفة ، والتقدير : عرف صبره وناديناه :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ( الأنعام : 75 ) .
[ ص: 378 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين ( الأنبياء : 48 ) . أي ضياء
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=140وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم ( آل عمران : 140 ) أي ليعلم . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=91فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به ( آل عمران : 91 ) .
وزعم
الأخفش أن " إذا " من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1إذا السماء انشقت ( الانشقاق : 1 ) مبتدأ وخبرها إذا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=3وإذا الأرض مدت ( الانشقاق : 3 ) والواو زائدة والمعنى أن وقت انشقاق السماء هو وقت مد الأرض وانشقاقها ، واستبعده
أبو البقاء لوجهين :
أحدهما أن الخبر محط الفائدة ، ولا فائدة في إعلامنا بأن وقت الانشقاق في وقت المد ، بل الغرض من الآية : عظم الأمر يوم القيامة .
والثاني : بأن زيادة الواو يغلب في القياس والاستعمال .
وقد تحذف كثيرا من الجمل ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت ( التوبة : 92 ) ، أي وقلت : والجواب قوله تعالى : تولوا ( التوبة : 92 ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ( الرعد : 2 ) وفي القول أكثر :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=23قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض ( الشعراء : 23 - 24 ) الآية . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=45إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم ( الواقعة : 45 - 46 ) .
[ ص: 372 ] 80 -
nindex.php?page=treesubj&link=28910_28908حَرْفُ الْوَاوِ .
حَرْفٌ يَكُونُ عَامِلًا وَغَيْرَ عَامِلٍ .
nindex.php?page=treesubj&link=28910_28908فَالْعَامِلُ قِسْمَانِ : جَارٌّ وَنَاصِبٌ .
فَالْجَارُّ وَاوُ الْقَسَمِ ، نَحْوُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ( الْأَنْعَامِ : 23 ) .
وَوَاوُ " رُبَّ " عَلَى قَوْلٍ كُوفِيٍّ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْجَرَّ بِـ " رُبَّ " الْمَحْذُوفَةِ لَا بِالْوَاوِ .
وَالنَّاصِبُ ثِنْتَانِ : وَاوُ " مَعَ " فَتَنْصِبُ الْمَفْعُولَ مَعَهُ عِنْدَ قَوْمٍ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مَنْصُوبٌ بِمَا قَبْلَ الْوَاوِ مِنْ فِعْلٍ أَوْ شِبْهِهِ بِوَاسِطَةِ الْوَاوِ .
وَالْوَاوُ الَّتِي يَنْتَصِبُ الْمُضَارِعُ بَعْدَهَا فِي مَوْضِعَيْنِ : فِي الْأَجْوِبَةِ الثَّمَانِيَةِ ، وَأَنْ يُعْطَفَ بِهَا الْفِعْلُ عَلَى الْمَصْدَرِ ، عَلَى قَوْلٍ كُوفِيٍّ . وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْوَاوَ فِيهِ عَاطِفَةٌ ، وَالْفِعْلُ مَنْصُوبٌ بِأَنْ مُضْمَرَةٍ .
وَلَهَا قِسْمٌ آخَرُ عِنْدَ الْكُوفِيِّينَ ، تُسَمَّى وَاوَ الصَّرْفِ ، وَمَعْنَاهَا أَنَّ الْفِعْلَ كَانَ يَقْتَضِي إِعْرَابًا فَصَرَفَتْهُ الْوَاوُ عَنْهُ إِلَى النَّصْبِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ( الْبَقَرَةِ : 30 ) عَلَى قِرَاءَةِ النَّصْبِ .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28910_28908غَيْرُ الْعَامِلَةِ فَلَهَا مَعَانٍ :
الْأَوَّلُ : وَهُوَ أَصْلُهَا - الْعَاطِفَةُ تُشْرِكُ فِي الْإِعْرَابِ وَالْحُكْمِ . وَهِيَ لِمُطْلَقِ الْجَمْعِ عَلَى الصَّحِيحِ ، وَلَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الثَّانِيَ بَعْدَ الْأَوَّلِ ، بَلْ قَدْ يَكُونُ كَذَلِكَ ، وَقَدْ يَكُونُ قَبْلَهُ وَقَدْ يَكُونُ مَعَهُ ، فَمِنَ الْأَوَّلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ( الزَّلْزَلَةِ : 1 - 2 ) فَإِنَّ الْإِخْرَاجَ مُتَأَخِّرٌ عَنِ الزِّلْزَالِ ، وَذَلِكَ مَعْلُومٌ مِنْ قَضِيَّةِ الْوُجُودِ لَا مِنَ الْوَاوِ .
وَمِنَ الثَّانِي :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=43وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ( آلِ عِمْرَانَ : 43 ) ، وَالرُّكُوعُ قَبْلَ السُّجُودِ ، وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّ شَرْعَهُمْ كَانَ مُخَالِفًا لِشَرْعِنَا فِي ذَلِكَ .
[ ص: 373 ] وَقَوْلِهِ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ مُنْكِرِي الْبَعْثِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا ( الْجَاثِيَةِ : 24 ) . أَيْ نَحْيَا وَنَمُوتُ . وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ( الْحَاقَّةِ : 7 ) ، وَالْأَيَّامُ هُنَا قَبْلَ اللَّيَالِي ، إِذْ لَوْ كَانَتِ اللَّيَالِي قَبْلَ الْأَيَّامِ كَانَتِ الْأَيَّامُ مُسَاوِيَةً لِلَّيَالِي وَأَقَلَّ .
قَالَ
الصَّفَّارُ : وَلَوْ كَانَ عَلَى ظَاهِرِهِ لَقَالَ : " سَبْعَ لَيَالٍ وَسِتَّةَ أَيَّامٍ " أَوْ " سَبْعَةَ أَيَّامٍ " وَأَمَّا ثَمَانِيَةٌ فَلَا يَصِحُّ عَلَى جَعْلِ الْوَاوِ لِلتَّرْتِيبِ .
( فَائِدَةٌ ) : وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ( الْمُدَّثِّرِ : 11 )
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ ( الْمُزَّمِّلِ : 11 ) أَجَازَ
أَبُو الْبَقَاءِ كَوْنَ الْوَاوِ عَاطِفَةً ، وَهُوَ فَاسِدٌ لِأَنَّهُ يَلْزَمُ فِيهِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى أَمَرَ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَتْرُكَهُ ، وَكَأَنَّهُ قَالَ : اتْرُكْنِي وَاتْرُكْ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ، وَكَذَلِكَ اتْرُكْنِي وَاتْرُكِ الْمُكَذِّبِينَ ، فَتَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ خَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، وَهُوَ وَاوُ " مَعَ " كَقَوْلِكَ : لَوْ تُرِكَتِ النَّاقَةُ وَفَصِيلَهَا لَرَضَعَهَا .
وَمِنَ الثَّالِثِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=9وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ( الْقِيَامَةِ : 9 ) فَلَا يُتَصَوَّرُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ .
وَالثَّانِي وَاوُ الِاسْتِئْنَافِ ، وَتُسَمَّى وَاوَ الْقَطْعِ وَالِابْتِدَاءِ ، وَهِيَ الَّتِي يَكُونُ بَعْدَهَا جُمْلَةٌ غَيْرُ مُتَعَلِّقَةٍ بِمَا قَبْلَهَا فِي الْمَعْنَى ، وَلَا مُشَارِكَةٍ فِي الْإِعْرَابِ ، وَيَكُونُ بَعْدَهَا الْجُمْلَتَانِ . فَالِاسْمِيَّةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=2ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ( الْأَنْعَامِ : 2 ) .
وَالْفِعْلِيَّةُ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ ( الْحَجِّ : 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=65هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ ( مَرْيَمَ : 65 - 66 ) وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا الْوَاوُ الْعَاطِفَةُ ، لَكِنَّهَا تَعْطِفُ الْجُمَلَ الَّتِي لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ لِمُجَرَّدِ الرَّبْطِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ وَاوَ الِاسْتِئْنَافِ لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ أَنَّ مَا بَعْدَهَا مِنَ الْمُفْرَدَاتِ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهَا .
[ ص: 374 ] الثَّالِثُ : وَاوُ الْحَالِ الدَّاخِلَةُ عَلَى الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ وَهِيَ عِنْدَهُمْ مُغْنِيَةٌ عَنْ ضَمِيرِ صَاحِبِهَا ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=154ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ ( آلِ عِمْرَانَ : 154 ) . وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=14لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ( يُوسُفَ : 14 ) . وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=5كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ( الْأَنْفَالِ : 5 ) .
وَقَدْ يَجْتَمِعَانِ ، نَحْوُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( الْبَقَرَةِ : 22 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=44وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ( الْبَقَرَةِ : 44 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ( الْبَقَرَةِ : 187 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=243أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ( الْبَقَرَةِ : 243 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ( آلِ عِمْرَانَ : 98 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=102وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( آلِ عِمْرَانَ : 102 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=267وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ ( الْبَقَرَةِ : 267 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ( الْأَنْعَامِ : 93 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=20أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ( مَرْيَمَ : 20 ) .
الرَّابِعُ : لِلْإِبَاحَةِ نَحْوُ جَالِسِ
الْحَسَنَ nindex.php?page=showalam&ids=16972وَابْنَ سِيرِينَ ، لِأَنَّكَ أُمِرْتَ بِمُجَالَسَتِهِمَا مَعًا . وَتَقُولُ أَيْضًا : هَذَا وَائْتِ زَيْدًا ، فَهُمَا جَمِيعًا أَهْلُ الْمُجَالَسَةِ ، وَإِنْ أَرَدْتَ . . . . لَمْ يَكُنْ مَاضِيًا .
قَالَ : وَعَلَى هَذَا أَخَذَ
مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ( التَّوْبَةِ : 60 ) الْآيَةَ . وَعَلَى الْمَعْنَى الْأَوَّلِ أَخَذَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ وَهُوَ أَظْهَرُ ، وَقَوْلُ
مَالِكٍ يُمْكِنُ أَنْ عُضِّدَ بِدَلِيلٍ خَارِجٍ .
[ ص: 275 ] الْخَامِسُ : وَاوُ الثَّمَانِيَةِ ، وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ بَعْدَ السَّبْعَةِ إِيذَانًا بِتَمَامِ الْعَدَدِ ، فَإِنَّ السَّبْعَةَ عِنْدَهُمْ هِيَ الْعَقْدُ التَّامُّ كَالْعَشْرَةِ عِنْدَنَا فَيَأْتُونَ بِحَرْفِ الْعَطْفِ الدَّالِّ عَلَى الْمُغَايَرَةِ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ ، فَتَقُولُ : خَمْسَةٌ ، سِتَّةٌ ، سَبْعَةٌ ، وَثَمَانِيَةٌ ، فَيَزِيدُونَ الْوَاوَ إِذَا بَلَغُوا الثَّمَانِيَةَ . حَكَاهُ
الْبَغَوِيُّ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدُوسٍ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ( الْحَاقَّةِ : 7 ) .
وَنُقِلَ عَنِ
ابْنِ خَالَوَيْهِ وَغَيْرِهِ ، وَمَثَّلُوهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ( الْكَهْفِ : 22 ) بَعْدَمَا ذُكِرَ الْعَدَدُ مَرَّتَيْنِ بِغَيْرِ وَاوٍ . وَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ( الزُّمَرِ : 73 ) بِالْوَاوِ لِأَنَّهَا ثَمَانِيَةٌ ، وَقَالَ تَعَالَى فِي صِفَةِ النَّارِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=71فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ( الزُّمَرِ : 71 ) بِغَيْرِ الْوَاوِ لِأَنَّهَا سَبْعَةٌ ، وَفُعِلَ ذَلِكَ فَرْقًا بَيْنَهُمَا . وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ ( التَّوْبَةِ : 112 ) بَعْدَ مَا ذَكَرَ قَبْلَهَا مِنَ الصِّفَاتِ بِغَيْرِ وَاوٍ .
وَقِيلَ : دَخَلَتْ فِيهِ إِعْلَامًا بِأَنَّ الْآمِرَ بِالْمَعْرُوفِ نَاهٍ عَنِ الْمُنْكَرِ فِي حَالِ أَمْرِهِ بِالْمَعْرُوفِ ، فَهُمَا حَقِيقَتَانِ مُتَلَازِمَتَانِ .
وَلَيْسَ قَوْلُهُ : ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ( التَّحْرِيمِ : 5 ) مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ ، خِلَافًا لِبَعْضِهِمْ ; لِأَنَّ الْوَاوَ لَوْ أُسْقِطَتْ مِنْهُ لَاسْتَحَالَ الْمَعْنَى لِتَنَاقُضِ الصِّفَتَيْنِ .
وَلَمْ يُثْبِتِ الْمُحَقِّقُونَ وَاوَ الثَّمَانِيَةِ ، وَأَوَّلُوا مَا سَبَقَ عَلَى الْعَطْفِ أَوْ وَاوِ الْحَالِ ، وَإِنْ دَخَلَتْ فِي آيَةِ الْجَنَّةِ ، لِبَيَانِ أَنَّهَا كَانَتْ مُفَتَّحَةً قَبْلَ مَجِيئِهِمْ ، وَحُذِفَتْ فِي الْأَوَّلِ لِأَنَّهَا كَانَتْ مُغْلَقَةً قَبْلَ مَجِيئِهِمْ .
وَقِيلَ : زِيدَتْ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ عَلَامَةً لِزِيَادَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ عَلَى غَضَبِهِ وَعُقُوبَتِهِ ، وَفِيهَا زِيَادَةُ كَلَامٍ سَبَقَ فِي مَبَاحِثِ الْحَذْفِ .
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا لَا تَأْتِي فِي الصِّفَاتِ إِلَّا إِذَا تَكَرَّرَتِ النُّعُوتُ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، بَلْ
[ ص: 376 ] يَجُوزُ دُخُولُهَا مِنْ غَيْرِ تَكْرَارٍ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ( الْكَهْفِ : 22 ) وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ ( الْأَنْبِيَاءِ : 48 ) . وَتَقُولُ : جَاءَنِي زَيْدٌ وَالْعَالِمُ .
السَّادِسُ : الزَّائِدَةُ لِلتَّأْكِيدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=4إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ ( الْحِجْرِ : 4 ) بِدَلِيلِ الْآيَةِ الْأُخْرَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : دَخَلَتِ الْوَاوُ لِتَأْكِيدِ لُصُوقِ الصِّفَةِ بِالْمَوْصُوفِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ اتِّصَافَهُ بِهَا أَمْرٌ ثَابِتٌ مُسْتَقِرٌّ .
وَضَابِطُهُ أَنْ تَدْخُلَ عَلَى جُمْلَةِ صِفَةٍ لِلنَّكِرَةِ ، نَحْوُ : جَاءَنِي رَجُلٌ وَمَعَهُ ثَوْبٌ آخَرُ ، وَكَذَا وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ( الْكَهْفِ : 22 ) .
وَقَالَ الشَّيْخُ
جَمَالُ الدِّينِ بْنُ مَالِكٍ فِي بَابِ الِاسْتِثْنَاءِ مِنْ شَرْحِ التَّسْهِيلِ ، وَتَابَعَهُ الشَّيْخُ
أَثِيرُ الدِّينِ : إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيَّ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْقَوْلِ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَقَدْ ذَكَرَ
الْأَزْهَرِيُّ فِي الْأَزْهَرِيَّةِ ، فَقَالَ : وَتَأْتِي الْوَاوُ لِلتَّأْكِيدِ نَحْوُ : مَا رَأَيْتُ رَجُلًا إِلَّا وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ حَسَنٌ . وَفِي الْقُرْآنِ مِنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=4وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ ( الْحِجْرِ : 4 ) وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=208وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ ( الشُّعَرَاءِ : 208 ) . انْتَهَى .
[ ص: 377 ] وَأَجَازَهُ
أَبُو الْبَقَاءِ أَيْضًا فِي الْآيَةِ ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=216وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ( الْبَقَرَةِ : 216 ) فَقَالَ : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ صِفَةً لِشَيْءٍ ، وَسَاغَ دُخُولُ الْوَاوِ لَمَّا كَانَتْ صُورَةُ الْجُمْلَةِ هُنَا كَصُورَتِهَا إِذَا كَانَتْ حَالًا . وَأَجَازَ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=259عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ ( الْبَقَرَةِ : 259 ) فَقَالَ : الْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ صِفَةٌ لِقَرْيَةٍ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=44فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ ( ص : 44 ) فَقِيلَ : الْوَاوُ زَائِدَةٌ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَجْزُومًا جَوَابَ الْأَمْرِ ، بِتَقْدِيرِ : اضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ . وَيُتَحَمَلُ أَنْ يَكُونَ نَهْيًا . قَالَ
ابْنُ فَارِسٍ : وَالْأَوَّلُ أَجْوَدُ . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ ( يُوسُفَ : 21 ) قِيلَ : الْوَاوُ زَائِدَةٌ . وَقِيلَ : وَلِنُعَلِّمَهُ فِعْلَنَا ذَلِكَ . كَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=7وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ ( الصَّافَّاتِ : 7 ) أَيْ وَحِفْظًا فَعَلْنَا ذَلِكَ .
وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ( الزُّمَرِ : 73 ) : إِنَّهَا زَائِدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا عَاطِفَةٌ ، وَجَوَابُ إِذَا مَحْذُوفٌ ، أَيْ سُعِدُوا وَأُدْخِلُوا .
وَقِيلَ : وَلِيُعْلَمَ فِعْلُنَا ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=7وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ ( الصَّافَّاتِ : 7 ) أَيْ وَحِفْظًا فِعْلُنَا ذَلِكَ .
وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ ( الصَّافَّاتِ : 103 - 104 ) أَيْ نَادَيْنَاهُ . وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا عَاطِفَةٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : عُرِفَ صَبْرُهُ وَنَادَيْنَاهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ( الْأَنْعَامِ : 75 ) .
[ ص: 378 ] وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ ( الْأَنْبِيَاءِ : 48 ) . أَيْ ضِيَاءً
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=140وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ( آلِ عِمْرَانَ : 140 ) أَيْ لِيَعْلَمَ . وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=91فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ ( آلِ عِمْرَانَ : 91 ) .
وَزَعَمَ
الْأَخْفَشُ أَنَّ " إِذَا " مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ( الِانْشِقَاقِ : 1 ) مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهَا إِذَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=3وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ( الِانْشِقَاقِ : 3 ) وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ وَالْمَعْنَى أَنَّ وَقْتَ انْشِقَاقِ السَّمَاءِ هُوَ وَقْتُ مَدِّ الْأَرْضِ وَانْشِقَاقِهَا ، وَاسْتَبْعَدَهُ
أَبُو الْبَقَاءِ لِوَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا أَنَّ الْخَبَرَ مَحَطُّ الْفَائِدَةِ ، وَلَا فَائِدَةَ فِي إِعْلَامِنَا بِأَنَّ وَقْتَ الِانْشِقَاقِ فِي وَقْتِ الْمَدِّ ، بَلِ الْغَرَضُ مِنَ الْآيَةِ : عِظَمُ الْأَمْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَالثَّانِي : بِأَنَّ زِيَادَةَ الْوَاوِ يَغْلِبُ فِي الْقِيَاسِ وَالِاسْتِعْمَالِ .
وَقَدْ تُحْذَفُ كَثِيرًا مِنَ الْجُمَلِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ ( التَّوْبَةِ : 92 ) ، أَيْ وَقُلْتَ : وَالْجَوَابُ قَوْلُهُ تَعَالَى : تَوَلَّوْا ( التَّوْبَةِ : 92 ) .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=2يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ( الرَّعْدِ : 2 ) وَفِي الْقَوْلِ أَكْثَرُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=23قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ( الشُّعَرَاءِ : 23 - 24 ) الْآيَةَ . وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=45إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ( الْوَاقِعَةِ : 45 - 46 ) .