[ ص: 379 ] 81 - ويكأن
قال : كلمة تندم وتعجب ، قال تعالى : الكسائي ويكأن الله يبسط الرزق ( القصص : 82 ) ويكأنه لا يفلح الكافرون ( القصص : 82 ) .
وقيل : إنه صوت لا يقصد به الإخبار عن التندم . ويحتمل أنه اسم فعل مسماه ندمت أو تعجبت .
وقال الصفار : قال المفسرون : معناه ألم تر ، فإن أرادوا به تفسير المعنى فمسلم ، وإن أرادوا تفسير الإعراب فلم يثبت ذلك . وقيل بمعنى ويلك فكان ينبغي كسر إن . وقيل : " وي " تنبيه ، و " كأن " للتشبيه وهو الذي نص عليه . سيبويه
ومنهم من جعل " كأن " زائدة لا تفيد تشبيها . . . . . بوضوحها والحال " وي " ، ولم يثبت ، فلم يبق إلا أنها للتشبيه ، الأمر يشبه هذا بل هو كذا .
قلت : عن هذا اعتذر فقال : المعنى على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم ، أو نبهوا ، فقيل لهم : أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا . سيبويه
وهذا بديع جدا كأنهم لم يحققوا هذا الأمر ، فلم يكن عندهم إلا ظن ، فقالوا نشبه أن يكون الأمر كذا ، ونبهوا . ثم قيل لهم : يشبه أن يكون الأمر هكذا على وجه التقرير انتهى .
وقال صاحب البسيط : كأنه على مذهب البصريين لا يراد به التشبيه بل القطع [ ص: 380 ] واليقين . وعلى مذهب الكوفيين يحتمل أن تكون الكاف حرفا للخطاب ؛ لأنه إذا كان اسم فعل لم يضف . وذهب بعضهم إلى أنه بكماله اسم .
وذهب إلى أن أصله ويلك فحذفت اللام وفتحت على مذهبه أن باسم الفعل قبلها . الكسائي
وأما الوقف فأبو عمرو ويعقوب يقفان على الكاف على موافقة مذهب الكوفيين ، يقف على الياء ، وهو مذهب البصريين ، وهذا يدل على أنهم لم يأخذوا قراءتهم من نحوهم ، وإنما أخذوها نقلا ، وإن خالف مذهبهم في النحو ولم يكتبوها منفصلة ؛ لأنه لما كثر بها الكلام وصلت . والكسائي