الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3609 باب منه

                                                                                                                              وهو في

                                                                                                                              النووي في : ( الباب الذي سبق) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح

                                                                                                                              مسلم \

                                                                                                                              النووي ص 103 ج 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي سعيد، أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني في غائط مضبة. وإنه عامة طعام أهلي. قال: فلم يجبه. فقلنا: عاوده. فعاوده فلم يجبه. ثلاثا. ثم ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الثالثة، فقال: يا أعرابي! إن الله لعن- أو غضب- على سبط من بني إسرائيل، فمسخهم دواب يدبون في الأرض. فلا أدري لعل هذا منها. فلست آكلها، ولا أنهى عنها" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن أبي سعيد) رضي الله عنه ؛ ( أن أعرابيا أتى رسول الله [ ص: 615 ] صلى الله عليه) وآله ( وسلم ، فقال : إني في غائط) أي : الأرض المطمئنة ( مضبة) . فيها لغتان مشهورتان ؛

                                                                                                                              إحداهما : فتح الميم والضاد . والثانية : ضم الميم وكسر الضاد .

                                                                                                                              والأولى أشهر وأفصح . أي : ذات ضباب كثيرة .

                                                                                                                              ( وإنه عامة طعام أهلي . قال : فلم يجبه . فقلنا : عاوده . فعاوده فلم يجبه . ثلاثا. ثم ناداه رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم ، في الثالثة ، فقال : " يا أعرابي ! إن الله عز وجل لعن - أو غضب - على سبط من بني إسرائيل ، فمسخهم دوابا ") . كذا وقع في أكثر النسخ ؛ بالألف. وفي بعضها : "دواب " وهو الجاري على المعروف المشهور ؛ في العربية .

                                                                                                                              ( يدبون في الأرض) بكسر الدال . ( فلا أدري ؛ لعل هذا منها) .

                                                                                                                              قال القرطبي : إنما كان ذلك ظنا منه ، قبل أن يوحى إليه : أن الله لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا . فلما أوحي إليه بذلك ؛ زال التظنن ، وعلم أن الضب ليس مما مسخ ، كما في حديث ابن مسعود ، عند أحمد ومسلم ، بلفظ : "إن الله لم يهلك أو يعذب قوما ؛ فيجعل لهم نسلا " . انتهى .

                                                                                                                              وفي النيل : ولا منافاة بين كونه صلى الله عليه وآله وسلم ، عاف [ ص: 616 ] الضب ، وبين ما ثبت أنه كان لا يعيب الطعام . لأن عدم العيب إنما هو فيما صنعه الآدمي ؛ لئلا ينكسر خاطره وينسب إلى التقصير فيه . وأما الذي خلق كذلك ؛ فليس نفور الطبع منه ممتنعا . انتهى .

                                                                                                                              ( فلست آكلها ، ولا أنهى عنها) . فيه : جواز أكل الضب . وقد سبق بيانه .




                                                                                                                              الخدمات العلمية