الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب البكاء على الميت

( قال الشافعي ) : رحمه الله تعالى وأرخص في البكاء بلا ندب ولا نياحة لما في النوح من تجديد الحزن ومنع الصبر وعظيم الإثم وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه } وذكر ذلك ابن عباس لعائشة فقالت : - رحم الله عمر - والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعذب الميت ببكاء أهله عليه " ولكن قال " إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه " ( قال ) : وقالت عائشة حسبكم القرآن { لا تزر وازرة وزر أخرى } وقال : ابن عباس عند ذلك : الله أضحك وأبكى .

( قال الشافعي ) : ما روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أشبه بدلالة الكتاب والسنة قال الله جل وعز { لا تزر وازرة وزر أخرى } وقال { لتجزى كل نفس بما تسعى } { ، وقال عليه السلام لرجل في ابنه إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه } وما زيد في عذاب الكافر فباستيجابه له لا بذنب غيره ( قال المزني ) بلغني أنهم كانوا يوصون بالبكاء عليه وبالنياحة أو بهما وهي معصية ومن أمر بها فعملت بعده كانت له ذنبا فيجوز أن يزاد بذنبه عذابا - كما قال الشافعي - لا بذنب غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية