الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ومن نوى الصوم قبل الفجر . ثم جن ، أو أغمي عليه جميع النهار : لم يصح صومه ) . هذا المذهب ، وعليه الأصحاب ، وذكر في المستوعب : أن بعض الأصحاب [ ص: 293 ] خرج من رواية صحة صومه رمضان بنية واحدة في أوله : أنه لا يقضي من أغمي عليه أياما بعد نيته المذكورة . قوله ( وإن أفاق جزءا منه : صح صومه ) . إذا أفاق المغمى عليه جزءا من النهار : صح صومه بلا نزاع ، والجنون كالإغماء على الصحيح من المذهب ، وعليه أكثر الأصحاب ، وجزم به في الحاوي وغيره وقدمه في الفروع وغيره ، وقيل : يفسد الصوم بقليل الجنون ، اختاره ابن البنا ، والمجد ، وقال ابن الزاغوني في الواضح : هل من شرطه إفاقته جميع يومه ، أو يكفي بعضه ؟ فيه روايتان قوله ( ويلزم المغمى عليه القضاء دون المجنون ) ، الصحيح من المذهب : لزوم القضاء على المغمى عليه ، وعليه أكثر الأصحاب ، وقيل : لا يلزمه . قال في الفائق : وهو المختار ، وتقدم ما نقله في المستوعب من التخريج ، والصحيح من المذهب : أن المجنون لا يلزمه القضاء . سواء فات الشهر كله بالجنون أو بعضه ، وعليه الأصحاب ، وعنه يلزم القضاء مطلقا ، وعنه إن أفاق في الشهر قضى ، وإن أفاق بعده لم يقض لعظم مشقته .

التالي السابق


الخدمات العلمية