الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وله شروط : ( أحدها ) الرضا ، فإن أكره بحق صح ، وإن أكره على وزن مال فباع ملكه كره الشراء ، ويصح على الأصح وهو بيع المضطر ، ونقل [ ص: 5 ] حرب تحريمه وكراهته ، وفسره في روايته فقال : يجيئك محتاج فتبيعه ما يساوي عشرة بعشرين

                                                                                                          ، ولأبي داود ، عن محمد بن عيسى ، عن هشيم ، عن صالح بن عامر كذا قال محمد [ قال ] حدثنا شيخ من بني تميم قال : خطبنا علي ، أو قال علي : { نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع المضطر ، وبيع الغرر ، وبيع الثمرة قبل أن تدرك } . صالح لا يعرف ، تفرد عنه هشيم ، والشيخ لا يعرف أيضا .

                                                                                                          ولأبي يعلى الموصلي في مسنده : حدثنا روح بن حاتم ، حدثنا هشيم ، عن الكوثر بن حكيم ، عن مكحول قال : بلغني عن حذيفة أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكر الحديث ، وفيه " ألا إن بيع المضطرين حرام ، [ ألا إن بيع المضطرين حرام ] " . الكوثر ضعيف بإجماع ، قال أحمد : أحاديثه بواطيل ، ليس بشيء .

                                                                                                          وقال ابن هبيرة : رأيت بخط ابن عقيل حكى عن كسرى أن بعض عماله أراد أن يجري نهرا ، فكتب إليه أنه لا يجري إلا في بيت لعجوز ، فأمر أن يشتري منها ، فضوعف لها الثمن فلم تقبل ، فكتب كسرى أن خذوا بيتها فإن المصالح الكليات تغفر فيها المفاسد الجزئيات . قال ابن عقيل : وجدت هذا صحيحا ، فإن الله وهو الغاية في العدل يبعث المطر والشمس ، فإن كان الحكيم القادر لم يراع نوادر المضار لعموم المنافع فغيره أولى .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية