الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6985 - كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه ، وشماله لما سوى ذلك (حم) عن حفصة. (صح)

التالي السابق


(كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه) زاد في رواية: وصلاته (وثيابه) يعني للبس ثيابه أو تناولها (وأخذه وعطائه ، وشماله لما سوى ذلك) بكسر سين "سوى" وضمها مع القصر فيهما ، وفتح السين مع المد ، أي لغير ذلك ، و "ما" زائدة ، فأفاد أنه يندب مباشرة الأكل والشرب والطهور والصلاة واللبس باليمين ، وأخذ منه أن ما هو من قبيل التكريم والتشريف كأكل وشرب ولبس ثوب وسراويل وخف ومناولة حاجة وتناولها ودخول مسجد وسواك واكتحال وتقليم ظفر وقص شارب ومشط شعر ونتف إبط وحلق رأس ومصافحة ، وما كان بضده كخروج من مسجد وامتخاط وخلع ثوب وسراويل وخف ونحوها فباليسار ، وقوله "وثيابه" يحتمل - كما قال العراقي - أن المراد أخذ الثياب للبسها كما في أخذ الطعام لأكله ، فيتناول ثوبه باليمين ، وأن المراد اللبس نفسه ، بمعنى أنه يبدأ بلبس الشق الأيمن قبل الأيسر ، أما النزع فبالشمال ، بمعنى أن اليسرى تكون أولهما نزعا ، وقوله "لما سوى ذلك" أي مما ليس في معناه

(حم عن حفصة) أم المؤمنين ، ورواه عنها أحمد أيضا بلفظ: كانت يمينه لطعامه وطهوره وصلاته وثيابه ، ويجعل شماله لما سوى ذلك ، ورواه عنها أيضا البيهقي ، ورمز المصنف لصحته ، وقال ابن محمود شارح أبي داود: وهو حسن لا صحيح ؛ لأن فيه أبا أيوب الأفريقي ، لينه أبو زرعة ووثقه ابن حبان ، وقال المنذري واليعمري: فيه الأفريقي وفيه مقال. وقال النووي: إسناده جيد ، قال العراقي: وإشارة المنذري إلى تضعيفه غير معمول بها ؛ لأن المقال في أبي أيوب غير قادح ، لكن فيه شيء آخر وهو الاختلاف في إسناده [ ص: 205 ] ، وقال ابن سيد الناس: هو معلل.



الخدمات العلمية