الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7620 - ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ، ولا في القبور ، ولا في النشور ، كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رءوسهم من التراب يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن (طب) عن ابن عمر . (ض)

التالي السابق


(ليس على أهل لا إله إلا الله) يعني على من نطق بها عن صدق وإخلاص ، فأهلها: من انفتح لهم عيون أفئدتهم بالتوبة إلى الله ، والإصلاح لما خربوا ، والاعتصام بالله ، والإخلاص لله ، فمن قدم على ربه مع الإصرار على الذنوب فليس من أهل لا إله إلا الله ، بل من أهل قول لا إله إلا الله في الاختيار ، ولذلك قال تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون أي عن صدق لا إله إلا الله ، ولم يقل: عما كانوا يقولون ، ومن أهل قول لا إله إلا الله: الذين يدلون على الله بأعمالهم في الشريعة ، ويعجبون بأنفسهم: يتكبرون بها ، ويتغالون ويتعالون على الخلق ، ويعاملون الله في السر بخلاف العلن ، ويراؤون بأعمالهم في طلب الدنيا وجاهها وفخرها ، ساخطين لأقدار الله في الخلق وفي أنفسهم ، حاسدين لعباده في نعمهم ، مضادين لأقضيته ، فهؤلاء أهل الأثقال الذين تحت المشيئة ، وهم أهل قول لا إله إلا الله ، لا أهلها الذين الكلام هنا فيهم (وحشة في الموت) أي في حال نزول الموت بهم (ولا في القبور ولا في النشور) أي يوم النشور (كأني أنظر إليهم عند الصيحة) أي نفخة إسرافيل النفخة الثانية للقيام من القبور للحشر (ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن أي الهم من خوف العاقبة ، أو همهم من أجل المعاش وآفاته ، أو من وسوسة الشيطان ، أو حزن الموت ، أو حزن زوال النعم ، أو هو عام في جميع الأحزان الدنيوية والأخروية ، قال الحكيم : وإنما ذهبت عنهم الوحشة في القبور والنشور ، لأنهم بشروا بالنجاة من العذاب والحساب والفوز يوم القيامة ، ولقوا روحا وريحانا عند الموت ، وفي الآخرة نضرة وسرورا

(طب) وكذا في الأوسط (عن ابن عمر ) بن الخطاب ، قال الهيثمي : رواه الطبراني من طريقين ، في إحداهما - أي وهي المذكورة هنا - يحيى الحماني ، وفي الأخرى مشاجع بن عمرو ،وكلاهما ضعيف اه ، وأورده ابن الجوزي في الواهيات وأعله ، قال الحافظ العراقي : ورواه عنه أيضا أبو يعلى والبيهقي بسند ضعيف.



الخدمات العلمية