الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7796 - ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر ( يوسف الخفاف في مشيخته) عن علي . (ح)

التالي السابق


(ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر) لأنهما أعظم مصايد الشيطان لنوع الإنسان ، والنساء أعظم فتنة وخوفا ، لأن الحق تعالى حببهن إلينا بحكم الطبع والجبلة ، ثم أمرنا بمجاهدة النفس حتى تخرج عن محبتها الطبيعية إلى المحبة الشرعية ، وذلك صعب عسير ، وذلك لأن المحبة الطبيعية تورث العطب لأنها شهوة نفس ، والحق تعالى غيور لا يحب أن يرى في قلب عبده محبة لغيره إلا من أجله ، فإذا أخرج العبد فضاء المحبة الشرعية من ضيق المحبة النفسية أمن الفتنة ، وما دام في محبة الطبع فهو في حجاب عن الله ، ومشغول عن كمال طاعته ، ومن ثم قال بعضهم: إياك والمرأة الحسناء ، فإن ضررها أعظم من ضرر الشوهاء ، فإنه لا يدخل حبها قلبك ، والحسناء تسكن محبتها بالقلب فلا تدخل محبة الحق ، فيبيض فيه الشيطان ويفرخ ، وقال بعضهم: سأل آدم حواء: لم سميت حواء ؟ قالت: لأني أحتوي على قلبك وأنسيك ذكر ربك ، فقال: غيري هذا الاسم ، فسمت نفسها امرأة ، فقال لها: ما معناه ؟ قالت: أذيقك طعم المرارة ، فقال لها: غيريه ، فأبت. والنساء فخ منصوب من فخوخ إبليس ، لا يقع فيه إلا من اغتر به ، وقال لقمان لابنه: إياك والنساء ، فإنهن كشجر الدفلى: لها ورق وزهر ، وإذا أكل منها الغر قتلته أو أسقمته

( يوسف الخفاف) بفتح المعجمة وشد الفاء ، نسبة إلى عمل الخفاف التي تلبس (في مشيخته عن علي ) .



الخدمات العلمية