الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
100 - " اتخذوا السودان؛ فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم؛ والنجاشي ؛ وبلال المؤذن " ؛ (حب)؛ في الضعفاء؛ (طب)؛ عن ابن عباس .

التالي السابق


(اتخذوا) ؛ إرشادا؛ (السودان) ؛ جمع " أسود" ؛ وهو اسم جنس؛ (فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة) ؛ أي: من أشرافهم؛ وكبرائهم؛ ولا ينافي الأمر بمطلق الاتخاذ هنا خبر: " من اتخذ من الخدم غير ما ينكح؛ ثم بغين؛ كان عليه مثل لثامهن" ؛ لأن ما هنا في الذكور؛ وما في الخبر في الإناث؛ اللاتي يطؤهن فقط؛ أو أن هذا فيه معنى الشرط؛ أي: " إن كنت متخذا ولا بد؛ فاتخذ السودان" ؛ (لقمان) ؛ ابن باعوراء؛ (الحكيم) ؛ عبد حبشي لداود - عليه السلام - أو لرجل من بني إسرائيل؛ أعطاه الله الحكمة؛ لا النبوة؛ عند الجمهور؛ وكان نجارا؛ وقيل: خياطا؛ وقيل: ابن أخت أيوب النبي - عليه الصلاة والسلام - وقيل: ابن خالته؛ وقيل: كان قاضيا؛ وكان عظيم الشفتين؛ مشقق القدمين؛ فقيل له: ما أقبح وجهك! قال: " تعيب النقش؛ أو النقاش ؟!" ؛ روى ابن الجوزي عن إبراهيم بن أدهم أن قبر لقمان بين مسجد الرملة؛ ومحل سوقها الآن؛ وفيها قبور سبعين نبيا؛ أخرجهم بنو إسرائيل؛ فماتوا كلهم في يوم؛ جوعا؛ (و) ؛ الثاني: ( النجاشي ) ؛ بفتح النون؛ وتكسر؛ من " النجش" ؛ وهو الإنارة؛ واسمه " أصحمة" ؛ كـ " أربعة" ؛ بمهملات؛ وقيل: بخاء معجمة؛ حكاه الإسماعيلي؛ وقيل: مكحول ؛ قال في الكشاف: ومعناه بالعربية: عطية؛ (و) ؛ [ ص: 111 ] الثالث: ( بلال ) ؛ كـ " كتاب" ؛ الحبشي؛ وما قيل من أنه ولقمان نوبيان؛ لم يثبت؛ (المؤذن) ؛ للنبي؛ من السابقين الأولين؛ الذين عذبوا في الله (تعالى)؛ فإن قلت: هذا يعارضه خبر: " إياكم والزنج" ؛ وخبر: " اجتنبوا هذا السواد؛ فإنه خلق مشوه" ؛ وخبر: " إنما الأسود لبطنه وفرجه" ؛ قلت: كلا؛ لأن الأسود ينقسم إلى زنجي؛ وحبشي؛ فالمرهوب منه الزنجي؛ والمرغوب فيه الحبشي؛ وهؤلاء من الحبشان؛ ثم رأيت راوي الخبر؛ وهو الطبراني ؛ قال: أراد الحبش؛ هذا لفظه؛ وروى الديلمي ؛ بسند ضعيف؛ عن ابن عمر ؛ مرفوعا: " من أدخل بيته حبشيا؛ أو حبشية؛ أدخل الله بيته بركة" ؛ وقد صنف المؤلف كتابا في فضل الحبشان؛ سماه: " رفع شأن الحبشان" ؛ استوعب فيه الأحاديث الواردة في ذلك؛ قال: وروى البيهقي عن الشافعي : ما نقص من أثمان السودان إلا لضعف عقولهم؛ ولولا ذلك لكان لونا من الألوان؛ ومن الناس من يفضله على غيره؛ قال ابن الجوزي : والسواد لون أصلي؛ لكنا روينا أن بني نوح اقتسموا الأرض؛ فنزل بنو سام سرة الأرض؛ فكانت فيهم الأدمة والبياض؛ وبنو يافث الشمال؛ والصبا؛ فكانت فيهم الحمرة والشقرة؛ وبنو حام مجرى الجنوب والدبور؛ فتغيرت ألوانهم؛ وما روي أن نوحا انكشفت عورته فلم يغطها حام؛ فدعا عليه فاسود؛ لم يثبت.

(حب؛ في) ؛ كتاب (الضعفاء) ؛ والمتروكين؛ (طب؛ عن ابن عباس ) ؛ قال الهيتمي؛ بعد عزوه للطبراني: فيه أبين بن سفيان ؛ وهو ضعيف؛ وقال غيره: فيه أيضا أحمد بن عبد الرحمن الحراني ؛ أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: قال أبو عروبة: ليس بمؤتمن على دينه؛ عن أبين بن سفيان المقدسي؛ قال في اللسان؛ عن الدارقطني : ضعيف؛ له مناكير؛ وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات؛ وأقره عليه المؤلف في الكبير؛ لكن نازعه في مختصر الموضوعات؛ على عادته؛ وبالجملة فإن سلم عدم وضعه؛ فهو شديد الضعف جدا.



الخدمات العلمية