الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
315 - " ادرؤوا الحدود؛ ولا ينبغي للإمام تعطيل الحدود " ؛ (قط هق) ؛ عن علي؛ (ح).

التالي السابق


(ادرؤوا الحدود) ؛ جمع " حد" ؛ قال الراغب : سميت العقوبة " حدا" ؛ لكونه يمنع الفاعل من المعاودة؛ أو لكونها مقدرة من الشارع؛ أو الإشارة إلى المنع؛ ولذا سمي البواب " حدادا" ؛ قال: وتطلق الحدود ويراد بها المعاصي؛ كقوله (تعالى): تلك حدود الله فلا تقربوها ؛ وعلى فعل فيه شيء مقدر؛ ومنه: ومن يتعد حدود الله ؛ وكأنها لما فصلت بين الحلال؛ والحرام؛ سميت " حدودا" ؛ إذ " الحد" : الحاجز؛ فمنها ما زجر عن فعله؛ ومنها ما زجر عن الزيادة عليه؛ والنقص منه؛ (و) ؛ لكن؛ (لا ينبغي) ؛ مع ذلك؛ (للإمام) ؛ ونوابه؛ أي: لا يجوز؛ (تعطيل الحدود) ؛ أي: ترك إقامة شيء منها بعد ثبوته على وجه لا مجال للشبهة فيه؛ فالمراد: لا تفحصوا عنها؛ إذا لم تثبت عندكم؛ وبعد الثبوت فإن كان ثم شبهة فادرؤوا بها؛ وإلا فأقيموها وجوبا؛ ولا تعطلوها؛ فإن تعطيلها يجر إلى اقتحام القبائح؛ وارتكاب الفضائح؛ والتجاهر بالمعاصي؛ وخلع ربقة أحكام الشريعة.

(تنبيه) : أخذ الكرخي من هذه الأخبار أنه لا يجب العمل بخبر الواحد في الحدود؛ لما أنه لا يفيد العلم إلا بقرينة؛ وذلك شبهة؛ وألزم بأن ذلك موجود في شهادة الواحد.

(قط هق؛ عن علي) ؛ وضعفه البيهقي ؛ وقال السخاوي : فيه المختار بن نافع ؛ قال البخاري : منكر الحديث؛ انتهى؛ نعم؛ هو حسن بشواهده؛ وعليه يحمل رمز المؤلف لحسنه.



الخدمات العلمية