الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
44 - " ابتغوا الخير عند حسان الوجوه " ؛ (قط) في الأفراد؛ عن أبي هريرة .

التالي السابق


(ابتغوا الخير) ؛ كلمة جامعة؛ تعم كل طاعة؛ ومباح دنيوي وأخروي؛ والمراد هنا الحاجة الأخروية؛ أو الدنيوية؛ كما يفسره رواية أبي يعلى والبيهقي والخرائطي : " اطلبوا الحوائج" ؛ ورواية ابن عدي : " اطلبوا الحاجات" ؛ (عند حسان ) ؛ جمع " حسن" ؛ محركا؛ و" الحسن" ؛ بالضم: الجمال؛ وقال الراغب : " الحسن" : عبارة عن كل بهيج مرغوب فيه؛ وهو ثلاثة أضرب: مستحسن من جهة العقل؛ ومستحسن من جهة الهوى؛ ومستحسن من جهة الحسن؛ و" الحسن" ؛ أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر؛ وفي القرآن للمستحسن من جهة البصيرة؛ (الوجوه) ؛ لأن حسن الوجه وصباحته يدل على الحياء والجود والمروءة غالبا؛ لكن قد يتخلف؛ كما يشير إليه تعبيره في بعض الروايات بـ " رب" ؛ أو المعنى: اطلبوا حوائجكم من وجوه الناس؛ أي: أكابرهم؛ ويؤيده خبر: " إن سألت فاسأل الصالحين" ؛ قال بعضهم: الرؤساء والأكابر يحتقرون ما أعطوه؛ والصلحاء لا يشهدون لهم ملكا مع الله؛ أو المراد بحسن الوجه بشاشته عند السؤال؛ وبذل المسؤول عند الوجدان؛ وحسن الاعتذار عند الفقد والعدم.

(قط؛ في) ؛ كتاب (الأفراد) ؛ عن علي بن عبد الله بن ميسرة؛ عن محمد بن جعفر بن عبد الله الغفاري؛ عن يزيد بن عبد الملك النوفلي؛ عن عمران بن إياس؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قال ابن الجوزي : موضوع؛ الغفاري يضع؛ انتهى؛ وتعقبه المؤلف في مختصر الموضوعات بأن ابن أبي الدنيا خرجه عن مجاهد بن موسى؛ عن سفيان ؛ عن يزيد بن عبد الملك ؛ به؛ فزالت تهمة الغفاري؛ فكان ينبغي له - أعني المؤلف - أن يعزوه لابن أبي الدنيا؛ الذي ذكر أن طريقه قد خلت عن الوضاع؛ وألا يعزوه للدارقطني؛ لأنه سلم أن في طريقه وضاعا؛ وقد ذكر السخاوي الحديث من عدة طرق؛ عن نحو عشرة من الصحب؛ ثم قال: طرقه كلها ضعيفة؛ لكن المتن غير موضوع؛ انتهى؛ وسبقه لنحوه ابن حجر؛ فقال: طرقه كلها ضعيفة؛ وبعضها أشد ضعفا من بعض.



الخدمات العلمية