الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                3989 3990 3991 3992 3993 ص: وكان من الحجة لهم في ذلك: أن هذا الحديث قد اختلف فيه عن هشام بن عروة، فروي عنه على ما ذكرنا، وروي عنه على خلاف ذلك:

                                                حدثنا الربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قال: ثنا محمد بن خازم ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة قالت: " أمرها رسول الله -عليه السلام- يوم النحر أن توافي معه صلاة الصبح بمكة". .

                                                ففي هذا الحديث أن رسول الله -عليه السلام- أمرها بما أمرها به من هذا يوم النحر، فذلك

                                                [ ص: 49 ] على صلاة الصبح في اليوم الذي بعد يوم النحر، وهذا خلاف الحديث الأول، وقد عجل رسول الله -عليه السلام- أيضا من جمع أزواجه غير أم سلمة، وكان مضيهم إلى منى، " ، وبها صلوا صلاة الصبح ولم يتوجهوا حينئذ إلى مكة، . فمما روي في ذلك:

                                                ما حدثنا أحمد بن داود ، قال: ثنا يعقوب بن حميد، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة: أن سودة بنت زمعة استأذنت رسول الله -عليه السلام- أن تصلي يوم النحر الصبح بمنى، فأذن لها -وكانت امرأة ثبطة، ، فوددت أني استأذنته لما استأذنته". .

                                                حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قال: ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سالم بن شوال ، أنه سمع أم حبيبة تقول: " كنا نغلس على عهد النبي -عليه السلام- من المزدلفة إلى منى". .

                                                ففي هذا أنهم كانوا يفيضون [بعد طلوع] الفجر، فهذا أبعد لهم مما في الحديث الأول.

                                                وقد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا الباب من حديث أسماء أنها رمت ثم رجعت إلى منزلها فصلت الفجر، فقلت لها: لقد غلسنا، فقالت: رخص رسول الله -عليه السلام- للظعن".

                                                فأخبرت أن ما قد كان رخص رسول الله -عليه السلام- في ذلك للظعن هو الإفاضة من المزدلفة في وقت ما يصيرون إلى منى، " في حال ما لهم أن يصلوا صلاة الصبح، ولما اضطرب حديث هشام بن عروة على ما ذكرنا لم يكن العمل بما رواه حماد بن سلمة أولى مما رواه محمد بن خازم، . وقد ذكر حماد بن سلمة في حديثه أن رسول الله -عليه السلام- إنما أراد بتعجيله أم سلمة إلى حيث عجلها؛ لأنه يومها ليصيب منها في يومها ذلك ما يصيب الرجل من أهله ورسول الله -عليه السلام- في يوم النحر لم يبرح منى " ، ولم يطف طواف الزيارة إلى الليل.

                                                [ ص: 50 ] حدثنا يزيد بن سنان، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: ثنا سفيان الثوري، قال: حدثني محمد بن طارق ، عن طاوس وأبو الزبير ، عن عائشة وابن عباس -رضي الله عنهم-: " أن رسول الله -عليه السلام- أخر طواف الزيارة إلى الليل".

                                                حدثنا فهد بن سليمان ، قال: ثنا أحمد بن حميد ، قال: ثنا أبو خالد الأحمر ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة أنها قالت: " أفاض رسول الله -عليه السلام- في آخر يومه". ،

                                                فلما كان رسول الله -عليه السلام- لم يطف طواف الزيارة يوم النحر إلى الليل، . استحال أن يكون به إلى حضور أم سلمة إلى مكة قبل ذلك حاجة؛ لأنه إنما يريدها لأنه في يومها وليصيب منها ما يصيب الرجل من أهله، وذلك لا يحل له منها إلا بعد الطواف، فأشبه الأشياء عندنا -والله أعلم- أن يكون أمرها أن توافي صلاة الصبح بمكة في غد يوم النحر في وقت يكون فيه حلالا بمكة. ،

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وكان من الدليل والبرهان لأهل المقالة الثانية، وأراد به الجواب عن حديث حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة، وهو على وجهين:

                                                الأول: أنه مضطرب، أشار إليه بقوله: إن هذا الحديث قد اختلف فيه عن هشام بن عروة، فروي عنه على ما ذكرنا، وروي عنه على خلاف ذلك، أي على خلاف ما ذكرنا، وبينه بقوله: حدثنا الربيع ... على آخره.

                                                وأخرجه بإسناده عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي، وعن أسد بن موسى ، عن محمد بن خازم -بالمعجمتين- روى له الجماعة، عن هشام بن عروة ... إلى آخره.

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة ، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة: "أن رسول الله -عليه السلام- أمرها أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة".

                                                [ ص: 51 ] ففي هذا يخبر أنه -عليه السلام- أمرها بالموافاة لصلاة الصبح بمكة فذلك على صبح اليوم الثاني في يوم النحر؛ لأنه من المستحيل أن تكون هي توافي معه -عليه السلام- صلاة الصبح بمكة من يوم النحر على ما يأتي وجه الاستحالة عن قريب.

                                                قوله: "عجل رسول الله -عليه السلام- ... إلى آخره" ذكره تأييدا لما ذكره من التأويل.

                                                قوله: "من جمع" أي من مزدلفة.

                                                قوله: "وكان مضيهم إلى منى" يعني: كان ذهابهم من جمع إلى منى لا إلى مكة.

                                                "وبها" أي وبمنى "صلوا صلاة الصبح" أي في يوم النحر ولم يتوجهوا حينئذ إلى مكة، والدليل على ذلك حديث عائشة وأم حبيبة -رضي الله عنهما-.

                                                أما حديث عائشة فأخرجه عن أحمد بن داود المكي ، عن يعقوب بن حميد بن كاسب شيخ ابن ماجه، فيه مقال، عن عبد العزيز محمد الدراوردي ، عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عمر بن الخطاب ، عن عبد الرحمن بن القاسم بن أبي بكر الصديق ، عن أبيه القاسم بن أبي بكر ، عن عائشة.

                                                وأخرجه مسلم: نا ابن نمير، قال: ثنا أبي، قال: ثنا عبيد الله بن عمر ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن القاسم ، عن عائشة قالت: "وددت أني كنت استأذنت رسول الله -عليه السلام- كما استأذنته سودة، فأصلي الصبح بمنى فأرمي الجمرة قبل أن يأتي الناس، فقيل لعائشة: فكانت سودة استأذنت؟ فقالت: نعم، إنها كانت امرأة ثقيلة ثبطة فاستأذنت رسول الله -عليه السلام- فأذن لها".

                                                وقد أخرج أبو جعفر هذا الحديث في باب: حكم الوقوف بالمزدلفة، عن محمد بن خزيمة ، عن حجاج ، عن حماد ، عن عبد الرحمن بن القاسم ... إلى آخره.

                                                و"الثبطة" بفتح الثاء المثلثة وكسر الباء الموحدة: المرأة البطيئة الضخمة.

                                                وأما حديث أم حبيبة فأخرجه بإسناد صحيح، عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن

                                                [ ص: 52 ] أسد بن موسى ، عن سفيان الثوري ، عن عمرو بن دينار المكي ، عن سالم بن شوال المكي مولى أم حبيبة زوج النبي -عليه السلام- وثقه النسائي وابن حبان، وروى له مسلم والنسائي هذا الحديث الواحد.

                                                عن أم حبيبة -واسمها رملة بنت أبي سفيان أخت معاوية -رضي الله عنهم-. وأخرجه مسلم: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا سفيان بن عيينة، قال: ثنا عمرو بن دينار (ح).

                                                وعمرو الناقد، قال: نا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سالم بن شوال ، عن أم حبيبة قالت: "كنا نفعله على عهد النبي -عليه السلام- بغلس من جمع إلى منى". وفي رواية الناقد: "نغلس من مزدلفة".

                                                وأخرجه النسائي: أنا عبد الجبار بن العلاء ، عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سالم بن شوال ، عن أم حبيبة قالت: "كنا نغلس على عهد النبي -عليه السلام- من المزدلفة إلى منى".

                                                قوله: "في هذا" أي ففي حديث عائشة وأم حبيبة أنهم كانوا يفيضون بعد طلوع الفجر يعني من مزدلفة.

                                                قوله: "وقد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا الباب ... إلى آخره" ذكره تأييدا لقوله: "فهذا أبعد لهم مما في الحديث الأول"، بيانه أنه -عليه السلام- رخص للظعن وكان ذلك للإفاضة من المزدلفة إلى منى في حال يكون لهم فيها أداء صلاة الصبح، وهو معنى قوله: "في وقت ما يصيرون إلى منى في حال ما لهم أن يصلوا صلاة الصبح"، فإذا كان كذلك فكيف يتصور أن يكون موافاة أم سلمة مع رسول الله -عليه السلام- صلاة الصبح من يوم النحر بمكة، والحال أنها من الظعن؛ فدل أن المراد: موافاتها معه صلاة الصبح في اليوم الذي بعد يوم النحر".

                                                [ ص: 53 ] الوجه الثاني: أنه فاسد، أشار إليه بقوله: "وقد ذكر حماد بن سلمة في حديثه ... إلى آخره". بيانه أنه -عليه السلام- إنما عجل أم سلمة؛ لكونه أراد منها ما يريد الرجل من أهله في يومها ذلك، ورسول الله -عليه السلام- لم يبرح من مكانه في منى يوم النحر، ولم يطف طواف الزيارة إلى الليل على ما روي عن عائشة وابن عباس -رضي الله عنهم-.

                                                وأخرجه من طريقين:

                                                الأول: عن يزيد بن سنان القزاز ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن سفيان الثوري ، عن محمد بن طارق المكي وثقه النسائي وابن حبان ، عن طاوس ، عن عائشة وابن عباس، وعن سفيان ، عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي ، عن عائشة وابن عباس .

                                                وأخرجه ابن ماجه: ثنا بكر بن خلف أبو بشر، ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا سفيان، حدثني محمد بن طارق ، عن طاوس وأبي الزبير ، عن عائشة وابن عباس: "أن النبي -عليه السلام- أخر طواف الزيارة إلى الليل".

                                                وأخرجه الترمذي: نا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا سفيان ، عن أبي الزبير ، عن ابن عباس وعائشة: "أن النبي -عليه السلام- أخر طواف الزيارة إلى الليل".

                                                قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.

                                                وأخرجه أبو داود والنسائي أيضا.

                                                [ ص: 54 ] ورواه البخاري معلقا وقال: قال أبو الزبير: عن عائشة وابن عباس: "أخر النبي -عليه السلام- الزيارة إلى الليل".

                                                وقد قيل: إن هذا الحديث منقطع من جهة عائشة؛ لأن أبا الزبير لم يسمع من عائشة، وقال البخاري: في سماعه منها بعد.

                                                الثاني: عن فهد بن سليمان ، عن أحمد بن حميد الطريثيثي الكوفي شيخ البخاري عن أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان الكوفي ، عن محمد بن إسحاق بن يسار ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه، عن عائشة ... إلى آخره.

                                                وأخرجه أبو داود بأتم منه: ثنا علي بن بحر وعبد الله بن سعيد –المعنى- قالا: ثنا أبو خالد الأحمر ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه، عن عائشة قالت: "أفاض رسول الله -عليه السلام- من آخر يومه حين صلى الظهر، ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق، يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ويقف عند الأولى والثانية فيطيل القيام ويتضرع، ويرمي الثالثة لا يقف عندها". انتهى.

                                                قوله: "فلما كان رسول الله -عليه السلام- ... إلى آخره " بيان استحالة حضور أم سلمة إلى مكة يوم النحر، وهو ظاهر.

                                                ثم اعلم أنه يعارض هذين الحديثين ما رواه جابر في حديثه الطويل الذي أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجه: "ثم أفاض رسول الله -عليه السلام- إلى البيت فصلى بمكة الظهر ... الحديث".

                                                [ ص: 55 ] وأراد به طواف الزيارة، ويسمى أيضا طواف الإفاضة.

                                                وكذلك ما رواه ابن عمر: "أن رسول -عليه السلام- أفاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى" رواه مسلم .

                                                وروى مسلم أيضا: عن عبد العزيز بن رفيع، قال: "سألت أنس بن مالك قلت: أخبرني بشيء عقلته عن رسول الله -عليه السلام- أين صلى الظهر يوم التروية؟ قال: بمنى.

                                                وأجبت بأن التوفيق بين هذه الأحاديث هو أن يقال: إنه صلى الظهر بمكة، ثم رجع إلى منى فوجد الناس ينتظرونه، فصلى بهم.

                                                ولكن هذا مشكل على مذهب أبي حنيفة .

                                                فإن قيل: الإشكال باق بين هذه الأحاديث؛ لأن حديث عائشة وابن عباس يخبر أنه -عليه السلام- أخر طواف الزيارة إلى الليل، وحديث جابر يخبر أنه طاف قبل صلاة الظهر، وكذلك حديث ابن عمر وأنس .

                                                قلت: يحمل حديث عائشة وابن عباس على أنه أخر ذلك إلى ما بعد الزوال فكأن معناه: أخر النبي -عليه السلام- طواف الزيارة إلى العشي، وأما الحمل على ما بعد الغروب فبعيد جدا ومخالف لما ثبت في الأحاديث الصحيحة المشهورة من أنه -عليه السلام- طاف يوم النحر نهارا وشرب من سقاية زمزم.

                                                فإن قيل: روى أحمد في "مسنده": عن عائشة وابن عمر -رضي الله عنهم-: "أن رسول الله -عليه السلام- زار ليلا".

                                                قلت: الظاهر أن المراد منه طواف الوداع، أو طواف زيارة محضة.

                                                [ ص: 56 ] وقد ورد حديث رواه البيهقي: "أن رسول الله -عليه السلام- كان يزور البيت كل ليلة من ليالي منى".

                                                فإن قيل: ما تقول في الحديث الذي أخرجه البيهقي عن عائشة: "أن رسول الله -عليه السلام- أذن لأصحابه فزاروا البيت يوم النحر ظهرة، وزار رسول الله -عليه السلام- مع نسائه ليلا؟ ".

                                                قلت: هذا حديث غريب جدا، وهذا قول طاوس وعروة بن الزبير: "أن رسول الله -عليه السلام- أخر الطواف يوم النحر إلى الليل".

                                                والصحيح من الروايات، وعليه الجمهور أنه -عليه السلام- طاف يوم النحر بالنهار، والأشبه أنه كان قبل الزوال، ويحتمل أن يكون بعده.

                                                والحديث الذي أخرجه الطحاوي، من طريق محمد بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه، عن عائشة، المذكور آنفا يدل على أن ذهابه -عليه السلام- إلى مكة كان يوم النحر بعد الزوال، وهذا ينافي حديث ابن عمر قطعا، وفي منافاته لحديث جابر نظر. فافهم.

                                                فإن قيل: يرد على حديث جابر شيء آخر، وهو أنه قد ثبت أنه -عليه السلام- رمى جمرة العقبة بسبع حصيات ثم جاء فنحر بيده ثلاثا وستين بدنة، ونحر علي -رضي الله عنه- بقية المائة، ثم أخذ من كل بدنة بضعة ووضعت في قدر وطبخت حتى نضجت، فأكل من ذلك وشرب من مرقه، وفي عيون ذلك حلق رأسه ولبس وتطيب، وخطب في هذا اليوم خطبة عظيمة".

                                                فكيف يمكن أن يعود إلى منى في وقت الظهر ويصلي الظهر في منى؟! على أن عائشة أخبرت في الحديث الذي أخرجه الطحاوي من طريق محمد بن [ ص: 57 ] إسحاق: "أنه أفاض من آخر يومه حين صلى الظهر ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق".

                                                وأخرجه أبو داود مطولا كما ذكرناه عن قريب، وقال ابن حزم: فهذا جابر وعائشة قد اتفقا على أنه -عليه السلام- صلى الظهر يوم النحر وهما -والله أعلم- أضبط لذلك من ابن عمر .

                                                قلت: أما رجوعه -عليه السلام- إلى منى في وقت الظهر ممكن؛ لأن النهار كان طويلا وإن كان قد صدر منه -عليه السلام- أفعال كثيرة في صدر هذا النهار.

                                                وأما خطبته -عليه السلام- في هذا اليوم، فلست أدري كانت قبل ذهابه أو بعد رجوعه إلى منى؟.

                                                وأما رواية عائشة، فإنها ليست ناصة أنه -عليه السلام- صلى الظهر بمكة، بل محتملة إن كان المحفوظ في الرواية "حتى صلى الظهر"، وإن كانت الرواية "حين صلى الظهر" وهو الأشبه؛ فإن ذلك على أنه -عليه السلام- صلى الظهر بمنى قبل أن يذهب إلى البيت، وهو محتمل والله أعلم.




                                                الخدمات العلمية