الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 448 ] مسألة

في إمام مدمن الخمر ، هل تصح الصلاة خلفه أم لا ؟ وما صفة مدمن الخمر ؟ هل هو الذي لا يتركه دائما ، أو من يكون أكثر أوقاته مخمورا ، أو من ينوي بقلبه أنه متى حصل خمر شربه ؟

الجواب

من شرب الخمر يوما ثم لم يشربها إلى شهر ، ومن نيته أنه إذا قدر عليها شربها فهو مصر عليها ليس بتائب منها . وكذلك من اعتاد شربها كما يشرب أمثاله الشراب فهو مدمن عليها وإن لم يكن مخمورا أكثر أوقاته ، فإن اعتياد الخمر كاعتياد اللحم ، من الناس من يأكله كل يوم ، ومنهم من يأكله يوما ويوما ، ومنهم من يأكله في الأسبوع مرة أو مرتين . وكل هؤلاء مدمنون .

ولا يجوز أن يولى لا المصر ولا المدمن إمامة الصلاة ، لكن إذا ولاه القادر الذي لا يمكن منازعته الصلاة صلى خلفه ما يحتاج منه إلى الصلاة معه ، كالجمعة وكالجماعة التي لا يقوم بها غيره . وأما إذا أمكن الصلاة خلف البر على الوجه المشروع فهو أولى من الصلاة خلف الفاجر . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية