الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            الغرب ودراسة الآخر (أفريقيا أنموذجًا)

            علي القريشي

            مقدمة

            الغرب، بما امتلك من عناصر القوة، وما بلغ من ازدهار مادي وصعود حضاري، استطاع ومنذ أكثر من قرنين من الزمان أن يجعل من نفسه مشروعا يتحرك نحو العالم، ويتمدد في مختلف بقاعه، مستخدما لذلك البعثات الجغرافية والإرساليات التبشيرية والحملات العسكرية، وقد كان الشرق الإسلامي أحد أهم المناطق التي تعرضت لهذا المشروع، بما مثله من غزو وسيطرة واحتواء.

            في غضون ذلك برز الاهتمام المعرفي بهذا الشرق، وراح العديد من المستشرقين والعلماء والمبشرين والرحالة والدارسين يقاربون شعوبه وبلدانه، تاريخا وقيما وتقاليدا ونظما وواقعا، حتى ترعرعت في سياق ذلك جملة من الدراسات الإنسانية المختصة، التي على الرغم من انطلاقها من مبدأ التعرف والتعريف إلا أن ما تمخض عنها من معارف وعلوم لم يتشكل في ضوء ما تمليه طبيعة تلك الشعوب والبلدان، وما تفرضه حقائقها الموضوعية من توصيف وتحليل وتحديد، بل تشكلت في المقام الأول وفق ما يحمله الغرب نفسه من رؤية معرفية نحو العالم، وما تتحكم به من نزعات نفسية وتصورية نحو (الآخر) . [ ص: 23 ] والدراسات الغربية، التي تناولت الشرق الإسلامي تحديدا، مرت بمرحلتين:

            التالي السابق


            الخدمات العلمية