الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
المبحث الأول

مفهوم إدراك الواقع، ومنهجية التعامل معه

المطلب الأول: مفهوم فقه الواقع

"فقه الواقع" مركب إضافي، وهو في ذاته اسم لعلم خاص، ولكن تركيبه الإضافي قد يكون جزءا من حقيقته، ولذا لابد قبل تعريفه من تعريف جزئيه.

الفرع الأول: تعريف الفقه:

الفقه في اللغة: يعني: الفهم، يقال: "أوتي فلان فقها في الدين" أي: فهما فيه، قال تعالى: ( فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ) (النساء:78)، أي: يقاربون أن يفهموا حديثا يلقى إليهم، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس [1] فقال: ( اللهم فقهه في الدين ) [2] أي: فهمه تأويله ومعناه. [ ص: 11 ] وأيضـا: فقـه فقها تأتـي بمعـنى: علم علما، ومن ثم فهو العلم بالشيء، والفطنة فيه [3] .

وفي الاصطلاح هو: "العلم بالأحكام الشرعية العملية، المكتسب من أدلتها التفصيلية" [4] .

وقيل هو: "الوقوف على المعنى الخفي، الذي يحتاج في حكمه إلى النظر والاستدلال" [5] . وعرفه ابن خلدون [6] ، بأنه: "معرفة أحكام الله تعالى في أفعال المكلفين بالوجوب والحظر والندب والكراهة والإباحة، وهي متلقاة من الكتاب والسنة وما نصبه الشارع لمعرفتها من الأدلة، فإذا استخرجت الأحكام من تلك الأدلة قيل لها فقه" [7] . [ ص: 12 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية