الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ش - المرتبة الثانية من النص : nindex.php?page=treesubj&link=21839_21836أن يدل النص على العلية لا بالوضع ، بل بالتنبيه والإيماء ، وهو اقتران الوصف بحكم لو لم يكن ذلك الوصف ، أو نظيره علة للحكم ، كان ذلك الاقتران بعيدا من الشارع .
والإيماء أربعة أوجه :
الأول : أن يرفع إلى الرسول واقعة مشتملة على وصف ; ليبين [ ص: 93 ] الرسول - عليه السلام - حكمها ، فيذكر الرسول - عليه السلام - حكم تلك الواقعة عقيب الرفع .
مثل واقعة الأعرابي ، فإن الأعرابي لما رفع الواقعة إلى الرسول بقوله : واقعت أهلي في نهار رمضان ، فقال الرسول - عليه السلام : أعتق رقبة .
فإن اقتران إيجاب الإعتاق بوصف الوداع ، لو لم يكن للتعليل ، لكان بعيدا من الرسول ذلك الاقتران ; لأن كل واحد من أهل اللغة يسبق فهمه إلى أن ذلك الحكم لأجل الوقاع في نهار رمضان .
[ ص: 94 ] فكأنه قيل : إذا واقعت ، فكفر .
فإن حذف من الوصف المقترن بالحكم بعض الأوصاف الذي لا مدخل له في العلية ، كورود ذلك الحكم في ذلك اليوم المعين ، وككون ذلك الشخص يسمي الإيماء : تنقيح المناط ، أي تنقيح ما ناط به حكم الشارع عن الزوائد .