الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ( مسألة ) : لا يصح القياس في الأسباب .

            لنا : أنه مرسل ; لأن الفرض تغاير الوصفين ، فلا أصل لوصف الفرع .

            وأيضا : علة الأصل منتفية عن الفرع ، فلا جمع .

            [ ص: 174 ] وأيضا : إن كان الجامع بين الوصفين حكمة على القول بصحتها أو ضابطا لها ، اتحد السبب والحكم ، وإن لم يكن جامع ، ففاسد .

            التالي السابق


            ش - اختلف في إجراء القياس في الأسباب ، والمختار أنه لا يصح القياس في الأسباب .

            وذهب بعض أصحاب الشافعي إلى خلافه ، وصورته أن اللواط سبب للحد قياسا على الزنا ، واحتج المصنف على المذهب المختار بوجهين :

            الأول : أنه لو صح القياس في الأسباب ، لصح القياس بالوصف المرسل ، والتالي باطل بالاتفاق .

            بيان الملازمة أن وصف الفرع كاللواط مثلا مرسل ; لأن الفرض تغاير الوصفين ، أعني وصف الفرع الذي هو اللواط ، ووصف الأصل الذي هو الزنا ، وقد شهد أصل باعتبار وصف الزنا ، ولم يشهد أصل باعتبار وصف اللواط ، فيكون مرسلا .

            وفيه نظر ; لأن تغاير الوصفين لا يوجب عدم شهادة أصل باعتبار وصف اللواط .

            وذلك لأن اللواط قيس على الزنا في السببية لمعنى أوجب في [ ص: 175 ] الزنا ، وهو موجود في اللواط . وذلك المعنى شهد له أصل باعتباره حيث جعل الزنا سببا .

            الثاني : أن علة الأصل وهو حفظ النسب بسببية الزنا منتفية عن الفرع ، وإذا انتفى علة الأصل في الفرع ، امتنع القياس ، إذ القياس بدون جامع ممتنع .

            الثالث : لا يخلو إما أن يكون بين الوصفين جامع أو لا ، فإن كان بينهما جامع ، فلا يخلو من أن يكون الجامع حكمة على تقدير صحة القول بكون الجامع حكمة أو ضابطا للحكمة .

            وعلى التقديرين اتحد السبب والحكم في كونهما معلولي الحكمة ; لأن الحكمة التي بها يكون الوصف سببا هي الحكمة التي لأجلها يكون الحكم المرتب على الوصف ثابتا ، فيكون الحكمة أو الضابط لها مستقلا بإثبات الحكم ، ولا حاجة إلى الوصف الذي جعل سببا للحكم ، وإن لم يكن بين الوصفين جامع يكون القياس فاسدا .




            الخدمات العلمية