الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - لنا : لو حصل بغير قرينة - لكان عاديا ، فيطرد . ولأدى إلى تناقض المعلومين .

            ولوجب تخطئة المخالف . وأما حصوله بقرينة فلو أخبر ملك بموت [ ولد ] مشرف مع صراخ وجنازة وانتهاك حريم ونحوه - لقطعنا بصحته .

            واعترض بأنه حصل بالقرائن . ورد بأنه لولا الخبر - لجوزنا موت آخر .

            التالي السابق


            ش - احتج المصنف أولا على أنه لا يحصل العلم بخبر الواحد العدل بغير قرينة . وثانيا على أنه يحصل العلم بخبره بالقرينة .

            أما الأول فمن ثلاثة وجوه : الأول : لو كان خبر الواحد العدل بغير قرينة مفيدا للعلم ، لكان العلم عاديا ; إذ العقل لا يستقل بإدراك ما لأجله أفاد ذلك الخبر العلم . ولو كان عاديا لكان مطردا ، أي يحصل العلم بخبر كل عدل ; لأن المعنى الموجب بحصول العلم بالعادة الذي هو خبر العدل ، متحقق [ ص: 658 ] في خبر كل عدل ، فيلزم من الشرطيتين أن خبر الواحد العدل لو كان موجبا للعلم لحصل العلم بخبر كل عدل . والتالي ظاهر الفساد فالمقدم مثله .

            الثاني : أن خبره لو كان مفيدا للعلم لزم تناقض المعلومين . والتالي باطل بالضرورة .

            بيان الملازمة أنه لو أخبر عدل واحد عن شيء وآخر عن نقيضه ، يلزم العلم بكل واحد من النقيضين .

            الثالث : لو حصل العلم بخبره لوجب تخطئة مخالفه ; بوجوب تخطئة مخالف اليقين . والتالي باطل بالإجماع .

            وأما على الثاني - وهو أنه يحصل العلم بخبره بالقرينة - ; فلأنه لو أخبر ملك بموت ولده المشرف على الموت مع صراخ ، أي صوت ، وجنازة ، وانتهاك حريم ونحوه ، كخروج نسائه على أحوال مستقبحة معتادة في موت مثله ، لقطعنا بصحة خبره .

            وقد اعترض على هذا بأن العلم حصل بالقرائن لا بخبر الملك . وأجيب بأنه لولا الخبر بموته ، لجوزنا موت شخص آخر غير ولده عند مشاهدة هذه القرائن . فعلم أن المفيد للعلم هو الخبر مع القرائن .




            الخدمات العلمية