أخبرتنا السيدة الأصيلة مؤنسة خاتون، بنت السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب، رحم الله سلفها، فيما قرأته عليها، عن عفيفة بنت أحمد بن عبد الله الفارقانية إجازة قالت: أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الصباغ، قال: أخبرنا قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أبو علي بن الصواف ، حدثنا محمد بن نضر - يعني أبا جعفر الصائغ - ، حدثنا إبراهيم - يعني ابن حمزة - ، حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن عبيد الله - يعني ابن عمر - ، عن نافع ، عن ابن عمر، قال لأخيه عمر بن الخطاب يوم أحد: خذ درعي هذا يا أخي، فقال له: إني أريد من الشهادة مثل ما تريد، فتركاها جميعا. زيد بن الخطاب أن
قال ابن إسحاق: ، فقال: "اغسلي عن هذا دمه يا بنية، فوالله لقد صدقني اليوم" وناولها علي بن أبي طالب سيفه، وقال: وهذا فاغسلي عنه دمه، فوالله لقد صدقني اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن كنت [ ص: 38 ] صدقت القتال، لقد صدق معك فاطمة ، سهل بن حنيف وأبو دجانة". ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله ناول سيفه ابنته
وروينا عن ابن عقبة: ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف علي مختضبا دما، قال: "إن تكن أحسنت القتال، فقد أحسن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، والحارث بن الصمة ، وسهل بن حنيف" ، ثم قال: "أخبروني عن الناس ما فعلوا وأين عامتهم؟" ثم قال: "إن المشركين لن يصيبوا منا مثلها حتى نتيحهم" .
ومثل المشركون يومئذ بقتلى المسلمين، إلا ما كان من حنظلة بن أبي عامر، فإن أباه كان معهم، فلذلك لم يمثلوا به، ذكره ابن عقبة وقال: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سهل بن سعد الساعدي: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
وانهزم قوم من المسلمين، منهم ، عثمان بن عفان وسعد بن عثمان، وأخوه عقبة بن عثمان، من بني زريق، وخارجة بن عامر الأنصاري، ثم عفا الله عنهم، إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ) قال ونزل فيهم: ( ابن عقبة: تولوا حتى انتهوا إلى بئر جرم.