وروينا عن  أبي بكر الشافعي :  حدثنا أبو جعفر محمد بن حماد بن ماهان  ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن بكر  ، حدثنا محمد بن سواء  ، عن سعيد  ، عن  قتادة ،  عن  أنس ،  أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، مر على صبيان فسلم عليهم   . 
وكان في بيته في مهنة أهله ، يفلي ثوبه ، ويحلب شاته ، ويخصف نعله ، ويخدم نفسه ، ويعلف ناضحه ، ويقم البيت ، ويعقل البعير ، ويأكل مع الخادم ، ويعجن معها ، ويحمل بضاعته من السوق .  [ ص: 442 ] 
وعن  أنس   : إن كانت الأمة من أهل المدينة ،  لتأخذ بيد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فتنطلق به حيث شاءت ، حتى يقضي حاجتها .  
* وكان ، صلى الله عليه وسلم ، يسمى الأمين قبل النبوة ؛ لما عرفوا من أمانته وعدله   . 
وعن  الربيع بن خثيم   : كان يتحاكم إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في الجاهلية قبل الإسلام . 
وقال النضر بن الحارث  لقريش   : قد كان محمد  فيكم غلاما حدثا ، أرضاكم فيكم ، وأصدقكم حديثا ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر ! لا والله ما هو بساحر . 
وفي الحديث عنه : ما لمست يده يد امرأة قط لا يملك رقها  . وقال :  "ويحك ! فمن يعدل إن لم أعدل ؟" . 
وعن  الحسن   : ما كان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يأخذ أحدا بقرف أحد ، ولا يصدق أحدا على أحد ، وكان أوقر الناس في مجلسه ، لا يكاد يخرج شيئا من أطرافه . 
* وكان ، صلى الله عليه وسلم ، يحب الطيب والرائحة الحسنة ،  ويستعملها كثيرا ، ويحض عليها . 
* ومن مروءته ، صلى الله عليه وسلم ، نهيه عن النفخ في الطعام والشراب ، والأمر بالأكل مما يلي ، والأمر  [ ص: 443 ] بالسواك ، وإنقاء البراجم والرواجب ، واستعمال خصال الفطرة . 
* وأما زهده في الدنيا وعبادته ربه ، عز وجل : فقد توفي ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله ، . وكان يدعو : "اللهم اجعل رزق آل محمد  قوتا" . 
وعن  عائشة  قالت : ما شبع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ثلاثة أيام تباعا من خبز بر ، حتى مضى لسبيله . وفي رواية : من خبز شعير يومين متواليين . 
وقالت  عائشة :  ما ترك رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، دينارا ولا درهما ، ولا شاة ولا بعيرا .  قالت : ولقد مات وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد ، إلا شطر شعير في رف لي . 
وقال لي : "إني عرض علي أن يجعل لي بطحاء مكة  ذهبا ، فقلت : لا يا رب ؛ بل أجوع يوما وأشبع يوما ، فأما اليوم الذي أجوع فيه فأتضرع إليك وأدعوك ، وأما اليوم الذي أشبع فيه فأحمدك وأثني عليك" . 
قال  ابن عباس :  كان ، صلى الله عليه وسلم ، يبيت هو وأهله الليالي المتتابعة طاويا لا يجدون عشاء . وكان يقول : "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا" . 
وفي حديث المغيرة :  ، صلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حتى انتفخت قدماه .  [ ص: 444 ] 
وقالت  عائشة :  كان عمل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ديمة ، وأيكم يطيق ما كان يطيق ، وقالت : كان يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم .  
وقال عوف بن مالك :  كنت مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ليلة ، فاستاك ، ثم توضأ ، ثم قام يصلي : فقمت معه ، فبدأ فاستفتح البقرة ، فلا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ، ولا بآية عذاب إلا وقف فتعوذ ، ثم ركع فمكث بقدر قيامه ، يقول : "سبحان ذي الجبروت والملكوت والعظمة" ، ثم سجد وقال مثل ذلك ، ثم قرأ آل عمران ، ثم سورة سورة يفعل مثل ذلك . 
وعن  عائشة :  قام رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بآية من القرآن ليلة . 
وقال صلى الله عليه وسلم : "إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" .  
***  [ ص: 445 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					