تطوير الأداء التربوي
يمارس المهتمون بالتعليم الشرعي أدوارا تربوية مهمة، منها ما يتصل بالتخطيط للمنهج، وتقويمه، وتطويره، ومنها ما يتصل بالتدريس والتعليم، ومنها ما يتصل بعمليات التوجيه والإرشاد.
وهذه أدوار تربوية، تتطلب قدرا من الإعداد والتأهيل التربوي، لكن كثيرا من المهتمين بالتعليم الشرعي لا يملكون الإعداد التربوي الكافي؛ فتركيزهم إنما هو في المجال الذي يتولون تعليمه: (العلم الشرعي، أو أحد فروعه)، ويبقى تطورهم العلمي والفكري داخل إطار هذا المجال غالبا.
أما الخبرات والمهارات، التي يملكها كثير من المهتمين بالتعليم الشرعي، فمعظمها قدرات وخبرات شخصية، أو تجارب في مرحلة الطلب، أو بقايا تحصيل في دراسة جامعية.
وكثير من هذه الخبرات التربوية ليست منظمة، ولا تنطلق من فلسفة محددة أو منهجية واضحة.
إنه لا يمكن أن نطلب من جميع المختصين بالتعليم الشرعي أن يتحولوا إلى مختصين في التربية، أو أن يحملوا تأهيلا تربويا عاليا، لكن الارتقاء بالخبرات التربوية أمر لا غنى عنه، ولا يمكن أن يتحقق التطوير الفعلي للتعليم الشرعي دون ذلك. [ ص: 86 ]