الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
ثانيا: العمق العلمي:

تغري البحوث الإجرائية كثيرا من الباحثين وذلك لتحديدها ووضوحها، وسهولة تنفيذها، وقصر مدة إنجازها، مما يقلل من البحوث العميقة الرصينة، وتسهم كل هذه العوامل في تكريس النمطية في البحث والتكرار والمجاراة، فليس غريبا أن نجد العنوان ذاته يتكرر في كثير من مجالات طرق التدريس: الرياضيات، العلوم، اللغة العربية، العلوم الشرعية، [ ص: 134 ] ويقود هذا التـكرار إلى تكرار إجـراءات البحث وأدواته وسائر عملياته، بل تكرار كثير من المراجع والدراسـات السابقة، مما يحول دون الوصول إلى منتج ذي قيمة علمية عالية يمكن توظيفها في تطوير حقيقي لتدريس العلوم الشرعية.

فعلى سبيل المثال، حين يجري باحث دراسة حول تطبيق استراتيجية معينة في تدريس أحد فروع العلوم الشرعية قد لا يسأل نفسه عن مدى ملاءمة هذه الاستراتيجية لهذا العلم، ومدى الحاجة لتوظيفها؛ فيكتفي بتنظيم بحثي يحاكي فيه من سبقه في تخصصات أخرى ثم يخرج بنتيجة مفادها: ملاءمة هذه الاستراتيجية لهذا الفرع أو ذاك.

وفي كثير من هذه البحوث لا يتعمق الباحث في مراجعة أدبيات البحث والدراسات السابقة مراجعة فاحصة مقارنا ذلك بموضوع بحثه وماذا سيقدمه من إضافة فضلا عن القراءة الفاحصة في التراث الشرعي والإطار النظري أو المفهومي للبحث.

ولا يزال عدد غير قليل من البحوث يقوم على استطلاع الآراء ووجهات النظر عبر الاستبانات ونحوها، ولئن كانت هذه الأدوات ملائمة لبعض الحالات إلا أنها كثيرا ما تستخدم في مجالات تتطلب بدائل أقوى وأكثر موضوعية، وإنما يلجأ إليها الباحثون لسهولتها. [ ص: 135 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية