الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
الخاتمة

هذه خواطر وأفكار سطرها قلم يرى صاحبه أنه محب للعلم الشرعي وأهله، اجتهد في أن يقدم فيها رؤى يتمنى أن تسهم في إثارة مزيد من النقاش والحوار، واكتشاف أعمق للمشكلات، وتطوير حلول جديدة.

إن التعليم الشرعي مشروع أمة، ورسالة مجتمع، والجميع مدعو للإسهام الإيجابي في الارتقاء به وتطوير أدائه، والتعليم الشرعي - على رفعة شأنه وعلو منـزلته- عمل بشري لا ينقله نبل الرسالة وسمو القصد إلى العصمة والاستعصاء على التقويم.

والتطوير الإيجابي ليس هو الذي ينسف الجهد ويلغي الإنجاز، ويحشد أدوات التعبير واللغة في ذم واقع التعليم الشرعي وانتقاده، وليس هو الذي يختزل التطوير والإصلاح في الشكليات والمظاهر، أو في مزيد من الجهد والنشاط على الوتيرة نفسها.

وما سطره الكاتب هو آراء ووجهات نظر، تحتمل مساحة واسعة من النقد والاختلاف، وتفتقر إلى التسديد والتقويم، بل ربما لو عاد هو نفسه إلى ما كتبه بعد سنوات فسيرى أن فيه ما يستحق المراجعة والتحفظ.

وفي هذه المرحلة التي تعيشها الأمة، والتغيرات العاصفة، تبدو الحاجة أكثر إلحاحا للتطـوير الإيجـابي للتعـليم الشرعي ومناهجه ومؤسساته، [ ص: 156 ] وإن لم يبادر رعاة التعليم الشرعي والقائمون عليه بالتقويم والتطوير فسيرون أنهم يوما بعد آخر يفقدون مساحة مهمة كانوا يشغلونها.

ومع تسليمنا باستهداف التعليم الشرعي من قبل طوائف من الأعداء في الداخل والخارج ممن يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، وتسليمنا بأن الواقع لم يخل من فئة حادة في انتقادها وغالية في مواقفها تجيد النقد والهدم أكثر من البناء والإصلاح،

مع تسليمنا بذلك كله لا بد أن نعي أن المبالغة في التحوط وسد الأبواب على من يستهدفون التعليم الشرعي ليست خيارا ملائما، وأن على المخلصين والغيورين من حملة العلم الشرعي والمشتغلين بنشره أن ينتدبوا من يحمل الراية ويتولى الزمام، بإصلاح إيجابي هم من يصنعه، وهم من يتولاه ويرعاه، وأن ينتقلوا من موقف الدفاع وانتقاد المعارضين والمخالفين إلى موقف التقويم الموضوعي والعمل الإيجابي المثمر.

وعظم شأن التعليم الشرعي، واتساع دائرته زمانا ومكانا وموضوعا، وتنوع مجـالات تطويره والارتقاء به، كل ذلك يفرض أن تكون مشروعات التطوير وبرامجه نتاج عمل جماعي، وألا يختزل الأمر في آراء فردية وأحكام مسبقة.

أسـأل الله أن يهيئ للأمـة أمرا رشـدا، وأن ينصر العلم وأهله، ويخذل المفسدين ويبطل كيدهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. [ ص: 157 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية