د- الفجوة بين الحضارات:
إن الجـوانب السابقة تسمح بالقول: إن ثمة هوة واسعة بين الحضارات، ويبدو هذا الأمر أكثر ما يكون وضوحا في العلاقة بين الشرق والغرب، وذلك نظرا للخبرة المتوفرة لكليهما عن الحالة الصدامية القائمة بينهما عبر التاريخ. وتوقع البعض أن تكون الحضارة الإسلامية مركز الصراع مع الغرب في المستقبـل القريب [1] ، ثـم خـوف الغرب من الإسـلام؛ كبديل للحضارة الغربية، إضافة إلى عن الجوار الجغرافي وبخاصة بين مهد الإسلام وأوروبا.
ويلاحظ أن أساس الفجوة ليس فقط عدم التساوي بين الطرفين على النحو، الذي أشرنا إليه، وإنما أيضا ارتباطها بجوانب عديدة يبرز منها ثلاثة بصورة أساسية وهي الخبرة التاريخية للطرفين، وعدم التوازن بينهما في أمور عديدة، وأخيرا تصور كل منهما لـذاته و (الآخر). ومن المفيد التعرف على هذه الجوانب بشيء من التفصيل