ولما بين نعمة النجاة من الأسر؛ أتبعها نعمة الالتذاذ بالنصر؛ فقال: ونصرناهم   ؛ أي: موسى؛  وهارون   - عليهما السلام - وقومهما؛ على كل من نازعهم في ذلك الزمان؛ من فرعون  وغيره؛ فكانوا هم  ؛ أي: خاصة؛ الغالبين  ؛ أي: على كل من يسومهم سوء العذاب؛ وهو فرعون  وآله؛ وعلى جميع من ناوؤوه أو ناوأهم؛ فاحذروا يا معشر قريش   [ ص: 281 ] والعرب  من مثل ذلك؛ ولقد كان ما حذرهم منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أعظم ما يمكن أن يكون؛ إلا أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - لما كان نبي الرحمة؛ لين الله قلوبهم حتى ردهم إلى ما اغتبطوا به من متابعته؛ فصاروا به ملوك الدنيا؛ والآخرة. 
				
						
						
