الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أخبر أنهم استكبروا على توحيد الإله؛ أتبعه الإخبار بأنهم تكلموا في رسوله - صلى الله عليه وسلم - بما لا يرضاه؛ فقال: ويقولون ؛ أي: كل حين؛ ما دلوا به على بعدهم عن الإيمان كل البعد؛ بسوقهم لقولهم ذلك في استفهام إنكاري؛ مؤكد؛ أإنا لتاركو آلهتنا ؛ أي: عبادتها؛ وكان تأكيد أصل الكلام للإشارة إلى أن تكذيبهم صادر منهم؛ مع علمهم بأن كل عالم بحالهم يراهم جديرين بترك ما هم عليه؛ لما جاء به - صلى الله عليه وسلم -؛ ولذلك أعلم بأن ما هم عليه عناد؛ بسوق تكذيبهم على وجه معلوم التناقض بالبديهة؛ بقوله: لشاعر مجنون ؛ فإن الجنون [ ص: 227 ] لا نظام معه؛ والشعر يحتاج إلى عقل رصين؛ وقصد قويم؛ وطبع في الوزن سليم؛ أو للإشارة إلى أن إنكار المؤكد إنكار لغيره بطريق الأولى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية