الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان قد أثبت لها الكمال؛ نفى عنها النقص؛ فقال: لا فيها غول ؛ أي: فساد من تصديع رأس؛ أو إرخاء مفصل؛ أو إخماء كبد؛ أو غير ذلك مما يغتال؛ أي: يهلك؛ أو يكون سببا للهلاك؛ ولا هم عنها ؛ أي: عادة بعد شربها؛ ينـزفون ؛ أي: يذهب شيء من عقولهم؛ وإن طال شربهم وكثر؛ لئلا ينقص نعيمهم؛ ولا ينفد شرابهم؛ أو ما عندهم من الجدة؛ لكل ما يسر به؛ على قراءة حمزة ؛ والكسائي ؛ بكسر الزاي؛ من "أنزف"؛ مبنيا للفاعل؛ مثل "أقل"؛ و"أعسر"؛ إذا صار قليل المال؛ أو ذهب عقله؛ وقراءة الجماعة بالبناء للمفعول يحتمل أن تكون من "نزف"؛ وحينئذ يحتمل أن تكون من نفاد الشراب؛ من قولهم: "نزفت الركية"؛ أي: ذهب ماؤها؛ وأن تكون من ذهاب العقل؛ من قولهم: "نزف الرجل"؛ بالبناء للفاعل؛ و"نزف"؛ بالبناء للمفعول؛ بمعنى: ذهب عقله؛ بالسكر؛ ويحتمل أن تكون من "أنزف"؛ وحينئذ يحتمل أن تكون من ذهاب العقل؛ من "أنزف الرجل"؛ إذا ذهب عقله بالسكر؛ وأن تكون من عدم الشراب؛ من قولهم: "نزف الرجل الخمرة"؛ سواء [ ص: 232 ] كان مبنيا للفاعل؛ أو للمفعول؛ إذا أفناها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية