ولما كان قول الأتباع هذا مفهما لأنهم علموا أن سبب ما وصلوا إليه من الشقاء هو الرؤساء؛ وكان هذا موجبا لنهاية غيظهم منهم؛ تشوف السامع لما يكون من أمرهم معهم؛ هل يكتفون بما أجابوهم به؛ أو يكون منهم شيء آخر؟ فاستأنف قوله - إعلاما بأنهم لم يكتفوا بذلك؛ وعلموا أنهم لا يقدرون على الانتقام منهم -: قالوا ؛ أي: الأتباع؛ ربنا ؛ أي: أيها المحسن إلينا؛ الذي منعنا هؤلاء عن الشكر له؛ من قدم لنا هذا ؛ أي: العذاب؛ بما قدم لنا من الأسباب التي أقحمتناه؛ وقدموا ذلك اهتماما به؛ وأجابوا الشرط بقولهم: فزده ؛ أي: على العذاب الذي استحقه؛ بما استحققنا به نحن؛ وهو الضلال؛ عذابا ضعفا ؛ أي: زائدا على ذلك؛ مثله مرة أخرى؛ بالإضلال؛ وقيدوه طلبا لفخامته؛ بقولهم - معبرين بالظرف؛ لإفهام الضيق الذي تقدم الدعاء [ ص: 410 ] المجاب فيه به؛ ليكون عذابا آخر؛ فهو أبلغ مما في "الأعراف"؛ لأن السياق هنا للطاغين؛ وهناك لمطلق الكافرين -: في النار ؛ أي: كائنا فيها؛ وهذا مثل الآية الأخرى: "ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا"؛ أي: مثل عذابنا مرتين.