ولما كانت الأعين ناظرة إلى الأمر؛ هل يفعل ما يأمر به؛ ومقيدة بالرئيس لتأتسي به؛ وكان أعظم الصابرين من جاهد نفسه حتى خلص أعمالها من الشوائب؛ وحماها من الحظوظ والعوائق؛ وصانها من الفتور والشواغل؛ أمره بما يرغبهم في المجاهدة؛ ويكشف لهم عن بقوله: حلاوة الصبر؛ قل ؛ ولما كان الرئيس لقربه من الملك بحيث يظن أنه يسامحه في كثير مما يكلف به غيره؛ أكد قوله: إني أمرت ؛ وبنى الفعل لما لم يسم فاعله؛ تعظيما للأمر بأنه قطع ومضى؛ بحيث لم يبق فيه مشوبة؛ وأقام مقام الفاعل دليلا على أنه العمدة؛ للحث على لزومه؛ قوله: أن أعبد الله ؛ أي: الذي الخلق كلهم سواء بالنسبة إلى قبضته؛ وعلوه؛ وعظمته؛ لأنه غني عن كل شيء؛ مخلصا له الدين ؛ أي: العبادة التي يرجى منه الجزاء عليها.