الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 164 ] و قتال روم وترك كفار وقتال روم وترك ، واحتجاج عليهم بقرآن وبعث كتاب فيه كالآية

التالي السابق


( و ) جاز ( قتال روم وترك ) كفار أي أذن فيه فيصدق بوجوبه وفي نسخة نوب بدل روم ويراد بهم الحبشة وإن كان النوب في الأصل غيرهم وهي صواب كما في الحط ، وقصد المصنف بها الإشارة إلى أن حديثي { اتركوا الحبشة حيثما تركوكم } { واتركوا الترك ما تركوكم } ليس معمولا بهما على ظاهرهما من وجوب الترك ، وحرمة القتال ، وإنما المراد بالنهي فيهما الإرشاد فقط فلا ينافي الجواز ، فلذا نص عليه أو أن قتال غيرهم في ذلك الزمان أولى أو لم تصح عنده تلك الآثار ، وأما الروم فلم يرد النهي عن قتالهم حتى يعتنى بالنص على جواز قتالهم .

( و ) جاز ( احتجاج عليهم ) أي الكفار ( بقرآن ) ظاهره ولو كثر إن أمن سبهم له ولمن أنزل عليه وإلا حرم ، والمراد بالاحتجاج تلاوته عليهم لعلهم يرجعون لا المحاجة التي يقول الخصم بالحجية فيها ; لأنهم غير قائلين به حال تلاوته عليهم .

( و ) جاز ( بعث كتاب ) للعدو ( فيه كالآية ) والآيتين والثلاثة . وعبر ابن عبد السلام بالآيات فيشمل أكثر من ثلاث ، وكذا فيه حديث شاهد عليهم إن أمن سبهم وامتهانهم له




الخدمات العلمية