الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      أكري داره من رجل فهدمها المتكاري أو المكري تعديا ثم استحقها رجل قلت : أرأيت لو أني أكريت داري من رجل سنة ، فهدمها المتكاري تعديا وأخذ نقضها فاستحقها رجل ؟

                                                                                                                                                                                      قال : تكون الدار للمستحق ، ويكون قيمة ما هدم المتكاري للمستحق .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كان المكري قد ترك قيمة الهدم للمتكاري قبل أن يستحقها هذا المستحق ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يرجع المستحق بقيمة الهدم على المتكاري الذي هدمها .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كان معدما ، أيرجع على المكري بالقيمة التي ترك له ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ، إنما هو بمنزلة عبد اشتراه رجل في سوق المسلمين ، فسرق منه فترك قيمته للسارق ، ثم استحق ، فلا يكون لمستحقه على الذي وهبه شيء ، إنما يتبع الذي سرقه ; لأنه هو الذي أتلفه . وإنما عمل هذا المشتري ما كان يجوز له ولم يتعد .

                                                                                                                                                                                      قال : ولو كان المكتري باع نقض الدار بعد هدمه إياها ، فإن المستحق بالخيار ، إن شاء أخذ قيمة النقض من المكتري الذي هدم الدار ، وإن شاء أخذ الثمن الذي باع به النقض هو في ذلك بالخيار .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كان المكري هو الذي هدم الدار ثم استحقها هذا المستحق ؟

                                                                                                                                                                                      قال : فلا شيء له على المكتري إلا أن يكون هو الذي باع نقضها . فإن كان باع نقضها أخذ منه ثمن ما باع به ، وإن كان إنما هدم منها شيئا قائما عنده أخذه منه .

                                                                                                                                                                                      قلت : والذي سألتك عنه من أمر المكري الذي ترك الهدم للمتكاري ، أهو قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : هو رأيي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية