الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      ما جاء في قسمة الحنطة والدراهم بين الرجلين قلت : فإن ورثت أنا وأخي ثلاثين إردبا من حنطة وثلاثين درهما فاقتسمناها ، فأخذت أنا عشرين إردبا من الحنطة وأخذ أخي عشرة أرادب من الحنطة وثلاثين درهما ، أيجوز هذا في قول مالك أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إن كان القمح مختلفا سمراء ومحمولة أو نقية ومغلوثة فلا خير فيه ، وهذا مثل ما وصفت لك في التمر . وإن كان الطعام من صبرة واحدة ونقاوة واحدة وصنف واحد لا يؤخذ أوله للرغبة فيه ويهرب من رداءة آخره فلا بأس بذلك ; لأنه إنما أخذ عشرة أرادب وأعطى أخاه عشرة أرادب ثم بقيت عشرة أرادب بينهما وثلاثون درهما ، فأخذ بحصته من الثلاثين درهما حصة أخيه من هذه العشرة أرادب فلا بأس بهذا ; لأنه لم يأت هذا بطعام وهذا بطعام ودراهم فيكون فاسدا ، وإنما كان القمح [ ص: 301 ] بينهما فكأنه قال له خذ هذه الدراهم وآخذ أنا هذا القمح ، أو قال : خذ هذه الدراهم وآخذ نصيبك من هذا القمح ربعه أو نصفه فلا بأس بهذا ، وهذا فيما فضل بعد حصته من الحنطة بيع من البيوع فلا بأس به .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية