في قسمة الدور والرقيق إذا كانت القيمة واحدة قلت : أرأيت لو أن ؟ دورا ، ورقيقا بين رجلين فقوموا الرقيق فكانت قيمة الرقيق ألف دينار ، وقوموا الدور فكانت قيمة الدور أيضا ألف دينار ، فأرادا أن يجعلا الرقيق في ناحية والدور في ناحية على أن يستهما على الدور والرقيق
قال : لا يجوز هذا .
قلت : لم ؟
قال : لأن هذا من المخاطرة .
قلت : ؟ كيف يكون هذا مخاطرة ، وقيمة الرقيق ألف دينار وقيمة الدور ألف دينار
قال : وإن كانت القيمة سواء لأن هذين شيئان مختلفان ، الدور غير الرقيق والرقيق غير الدور ، فإنما تخاطرا على أن من خرج سهمه على الرقيق فلا شيء له من الدور فلا خير في هذا . وإنما ينبغي لهذا أن يقسموا الدور على حدة والرقيق على حدة .
قلت : - فقسمها القاسم على القيمة ، وكان بنيان إحدى الدارين ضعف بنيان الأخرى في القيمة ; لأن بنيانها قد رث وبنيان الأخرى أحسن وأطرى ، فقسمها القاسم على القيمة فجعل مكان البنيان المرتفع ضعفه من البنيان الرث ، أو قسم الدار الواحدة التي بينهما فكانت ناحية من الدار قد تقادم بنيانها ورث وناحية من الدار الأخرى جديدة البنيان ، فصار البنيان الذي تقادم في القسم ضعف البنيان الجديد ، فضربا على ذلك بالسهام فجوزه لم كرهت هذا في الدور والرقيق ، وأنت تجيزه فيما هو مثل هذا الدار تكون [ ص: 315 ] بين الرجلين ، أو الدارين تكونان بين الرجلين - هما في الموضع والنفاق سواء عند الناس . وأنت تجيزه . فما فرق ما بين هذا وما بين الرقيق والدور ، وهذا كل واحد منهما قد خاطر بالبنيان الجديد ؟ مالك
قال : ليس هذا مثل الرقيق والدور ; لأن الرقيق يقسم على حدة والدور على حدة ، وهذا إذا كانت الدور بحال ما وصفت لك من أن ناحية منها حسنة البنيان وناحية أخرى دون ذلك ، لم يكن للقاسم بد من أن يقسم على القيمة ويجعل حظ كل إنسان في موضع واحد ويسهم بينهم ، فإن خرج سهمه في البنيان الجديد أخذه بقيمته ، وإن خرج في غير الجديد كان ذلك له ، فلا بد من هذا ، وذلك في الرقيق والدور ، يقدر على أن يقسم الرقيق على حدة والدور على حدة ، وأما الدور والرقيق فذلك من المخاطرة . ألا ترى أنه إن كان هواهما جميعا في الدور ، فجعلا الرقيق في ناحية والدور في ناحية على أن يستهما فكأنهما تخاطرا فيما هواهما فيه ؟ قلت : فإن ؟ تراضى هذان في الدور والرقيق فأخذ واحد منهما الدور والآخر الرقيق
قال : فذلك جائز إن كان من غير قرعة .