الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت الرجل إذا قال لامرأته في ولدها منه : لم تلدي هذا الولد مني . وقالت المرأة : بل قد ولدته ؟ قال : إن كان أقر به قبل ذلك كان ولده ولم يكن له أن يلاعن فيه وليس بقاذف ، لأن مالكا قال : إذا قال الرجل للرجل : لست لأمك . لم يكن عليه شيء . قلت : ولا تراه قد قطع نسب ابنه هذا حين قال له : لست لأمك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ، ليس فيه قذف ولا قطع نسب ، ولو كان هذا يكون في ابنه قاطعا لنسب ابنه كان من قال لرجل أجنبي : لست لأمك قاطعا لنسبه من أبيه ، فلما كان في الأجنبي لا يكون قاطعا لنسبه من أبيه ولا قاذفا لأمه إذا قال له : لست لأمك ، فكذلك الأب في ولده . قلت : أرأيت إن كان لم يقر به قط ولم يعلم بالحبل . فلما ولدته قال : ليس هذا ولدك ولم تلديه . وقالت المرأة : الولد ولدي ، ولدته على فراشك ؟ قال : الولد ولده إلا أن ينفيه منه ، لأن من أقر بالوطء في قول مالك فالولد ولده ، فإن نفاه التعن . وإن نكل عن اللعان كان الولد ولده ولم يجلد الحد ، وكان بمنزلة ما وصفت لك في الذي قال لرجل : لست لأمك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية