الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1078 - " أصابتكم فتنة الضراء؛ فصبرتم؛ وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء؛ من قبل النساء؛ إذا تسورن الذهب؛ ولبسن ريط الشام؛ وعصب اليمن؛ وأتعبن الغني؛ وكلفن الفقير ما لا يجد " ؛ (خط)؛ عن معاذ بن جبل ؛ (ض).

التالي السابق


(أصابتكم) ؛ أي: جاءتكم؛ (فتنة الضراء) ؛ بالمد؛ وهي الحالة التي تضر؛ قال الطيبي: " الفتنة" ؛ كالبلاء؛ في أنهما يستعملان فيما يدفع إليه الإنسان من الشدة؛ والرخاء؛ وهما في الشدة أظهر معنى؛ وأكثر استعمالا؛ (فصبرتم) ؛ عليها؛ أي: اختبرتم بالفقر والشدة والعدم؛ فصبرتم؛ (وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء) ؛ بالمد: إقبال الدنيا؛ والسعة؛ والراحة؛ فإنها أشد من فتنة الضراء؛ والصبر عليها أشق؛ لأنه مقرون بالقدرة؛ ومن العصمة ألا تجد؛ ولذلك حذر الله عباده من فتنة المال والأهل؛ معنى الصبر عليها ألا يركن إليها؛ و[أن] يعلم أن كل ذلك مستودع عنده؛ ولا ينهمك في التوسع؛ ويرعى حق الحق فيها؛ وأعظم الفتن الافتتان بالنساء؛ ومن ثم قصر التحذير في هذا المقام عليهن؛ اهتماما به؛ فقال: (من قبل) ؛ بكسر؛ ففتح؛ (النساء) ؛ أي: من جهتها؛ وذلك؛ (إذا تسورن الذهب) ؛ أي: لبسن الأساور من ذهب؛ (ولبسن ريط الشام) ؛ جمع " ريطة" ؛ براء مفتوحة: كل ثوب لين رقيق؛ أو كل ملاءة ليست بلفقين؛ (وعصب اليمن) ؛ بفتح العين؛ وسكون الصاد؛ المهملتين؛ برود يمنية؛ يعصب غزلها؛ أي: يجمع؛ ويشد؛ ثم يصبغ؛ وينسج؛ فيأتي موشى؛ لبقاء ما عصب منه أبيض؛ أو هي برود مخططة؛ (وأتعبن) ؛ كذا بخط المؤلف؛ فما في نسخ؛ من أنه بتقديم الموحدة على العين؛ تحريف؛ (الغني) ؛ بكثرة السؤال له في اتخاذ الحلي؛ والحلل؛ (وكلفن الفقير ما لا يجد) ؛ أي: حملنه على تحصيل ما ليس عنده من الدنيا؛ فيضطر إلى التساهل في الاكتساب؛ ويتجاوز الحلال إلى الحرام؛ ثم يألفه بعد ذلك؛ فيقع في المهالك.

(قط)؛ في ترجمة محمد بن قيس البغدادي؛ (عن معاذ بن جبل ) ؛ وفيه عبد الله بن محمد بن اليسع الأنطاكي؛ قال الذهبي : ضعفوه؛ وتقوية بعضهم له بكلام لبعض الصحابة [لا يصلح]؛ إذ لا يصلح لتقوية المرفوع إلا مرفوع مثله.



الخدمات العلمية