الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5687 2761 - (5720) - (2 \ 97) أن عبد الله بن عمر قال لعمر بن الخطاب: اخطب علي ابنة صالح فقال: إن له يتامى ولم يكن ليؤثرنا عليهم، فانطلق عبد الله إلى عمه زيد بن الخطاب ليخطب، فانطلق زيد إلى صالح، فقال: إن عبد الله بن عمر أرسلني إليك يخطب ابنتك، فقال: لي يتامى ولم أكن لأترب لحمي، وأرفع لحمكم، أشهدكم أني قد أنكحتها فلانا، وكان هوى أمها إلى عبد الله بن عمر، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا نبي الله، خطب عبد الله بن عمر ابنتي، فأنكحها أبوها يتيما في حجره، ولم يؤامرها، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 198 ] إلى صالح فقال: " أنكحت ابنتك ولم تؤامرها؟ " فقال: نعم، " أشيروا على النساء في أنفسهن وهي بكر " فقال صالح: فإنما فعلت هذا لما يصدقها ابن عمر، فإن له في مالي مثل ما أعطاها.

التالي السابق


* قوله: "اخطب علي": بتشديد الياء - أي: لي.

* قوله: "ولم أكن لأترب": - بضم الهمزة - : صيغة المتكلم من أتربه؛ أي: جعل عليه التراب.

* "ولم يؤامرها": من آمرها - بالمد - : إذا شاورها، والظاهر أن المراد: البنت؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "أشيروا على النساء في أنفسهن" لكن الذي سبق من حديث ابن عمر: أن المراد: الأم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "آمروا النساء في بناتهن".

* "فإنما فعلت": أي: البنت.

* "هذا": أي: الميل إلى ابن عمر.

* "لما يصدقها": من أصدق.

* "فإن له": أي: لليتيم.

* "مثل ما أعطاها": أي: ابن عمر؛ أي: فليعطها اليتيم ذلك المال، والله تعالى أعلم.

وفي "المجمع": رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله ثقات.

* * *




الخدمات العلمية