الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6466 2951 - (6502) - (2 \ 161) عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلح خصا لنا، فقال: " ما هذا؟ " قلنا: خصا لنا، وهى فنحن نصلحه، قال: فقال: " أما إن الأمر أعجل من ذلك ".

[ ص: 303 ]

التالي السابق


[ ص: 303 ] * قوله: "ونحن نصلح خصا": - بضم الخاء المعجمة وتشديد الصاد المهملة - أي: بيتا يكون من قصب.

* "قلنا: خصا": الظاهر: خص - بالرفع - لكن النسخ متفقة على - النصب - فيقال: معنى "ما هذا" أي: ما هذا الذي تفعلونه؟ فهو سؤال عن الفعل، وقوله: "خصا": بتقدير: نصلح خصا، جواب له، وجملة "نحن نصلحه" كالبيان للمحذوف.

* "وهى": - بفتحتين - من وهى الحائط يهي: إذا ضعف وهم بالسقوط.

* "أما": - بالتخفيف - .

* "الأمر": أي: أمر الارتحال عن الدنيا والموت.

* "أعجل": أي: على وجه الاحتمال، فلا ينبغي للعاقل إلا الاشتغال بما ينفعه على كل حال، أو المراد: أنه ينبغي للعاقل أن يرى الأمر أسرع من ذلك؛ بحيث يشتغل بالتهيؤ له، ويغفل عما سواه؛ إذ الأجل لا يدرى؛ فقد يشتغل الإنسان بشيء، ثم لا ينتفع به أصلا، والمراد: إخباره جزما بأن موتك قريب، حتى يقال: إنه قد عاش زمانا، فكيف له ذلك؟ والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية