الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6639 3099 - (6677) - (2 \ 179) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يحشر المتكبرون يوم القيامة، أمثال الذر، في صور الناس، يعلوهم كل شيء من الصغار، حتى يدخلوا سجنا في جهنم، يقال له: بولس، فتعلوهم نار الأنيار، يسقون من طينة الخبال، عصارة أهل النار ".

التالي السابق


* قوله: "أمثال الذر": جمع ذرة، وهي النملة الصغيرة.

قيل: المراد أنهم أذلاء يطؤهم الناس بأرجلهم، وإلا فقد ورد أن الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الأجزاء، حتى إنهم يحشرون غرلا.

وقيل: بل المراد: صغر الجثة، والله تعالى قادر على إعادة تلك الأجزاء الأصلية في مقدار جثة الذر، فالمعنى: أنهم في صغر الجثة كالذر، وصورهم صور الناس، ولا دلالة لقوله: "يعلوهم" على المعنى الأول.

* "بولس": ضبطه شراح "المصابيح" - بفتح باء ولام - وفي "القاموس": - بضم باء وفتح لام.

* "نار الأنيار": أي: نار النيران، بمعنى أنها شديدة الحر، وسائر النيران بالنظر إليها كالحطب بالنظر إلى النار.

قيل: جمع النار على الأنيار غير مسموع في اللغة، فهو سهو من الرواة.

* "عصارة أهل النار": - بالضم - : ما يسيل منهم من الصديد والقيح والدم.




الخدمات العلمية